القذافي يخشى قصف مقره بـ "نيران صديقة"
مفكرة الاسلام: قالت تقارير صحفية إن الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي يخشى من إقدام طيارين موالين له على تنفيذ ضربة جوية تستهدف مقره في العاصمة طرابلس، في الوقت الذي اتسعت فيه دائرة الانشقاقات حوله من جانب القادة العسكريين الموالين له سابقًا، وانقلابهم عليه، وانضمامهم إلى الثوار.
ونقلت صحيفة "البيان الإماراتية" عن "مصدر مقرب من القذافي"، إن القذافي "أبدى تخوفه من قيام بعض الطيارين الذين يقومون بطلعات ومهام جوية لضرب الشعب الليبي بناء على أوامره، بضربة جوية لمقر إقامته واستهدافه شخصيًا، رغبة منهم في تخليص الشعب من هذه المعاناة مع النظام الحاكم".
وأكد المصدر أن "الزعيم الليبي يستغرب من حدوث انشقاقات متواصلة عليه من قِبل القادة العسكريين، رغم ولائهم المطلق له سابقًا".
وأوضح أن "اختفاء القذافي خلال اليومين الماضيين يرجع أساسًا لعدم تصديقه للخيانة التي يتعرض لها، ورغبته في التفكير العميق فيما يحدث، وأسباب حدوث الانشقاق عليه من أقرب المقربين له مع انطلاق الثورة".
وأضاف المصدر أن "القذافي يفكر جديًا في التنحي والخروج من ليبيا قبل حدوث أي تدخل خارجي، لضمان عدم القبض عليه ومحاكمته، خاصة وأن بلاده حالياً تتعرض إلى ضغوط دولية خارجية قد تؤدي إلى حدوث حصار، ما يفوِّت عليه الخروج من ليبيا".
وأكد أن "العقيد يقبل حاليًا بترك السلطة، ولكن بشروط تتمثل في ضمان عدم إذلاله وفسح المجال له باختيار الدولة التي يرغب الذهاب إليها، خاصة أنه يفكر جديًا في تشاد أو النيجر، وهما الخياران المتاحان له بعد رفض دول عدة التفاوض معه بشأن إيوائه بعد تنحيه".
ونقلت الصحيفة عن مصدر مقرب من الدائرة الخاصة للقذافي، إن الدائرة الواسعة بدأت تضيق شيئًا فشيئًا على نظام الزعيم الليبي الذي بدأ فعليًا بإجراء اتصالات جادة مع دول إفريقية وعربية، بحثاً عن ملاذ يؤمن له الخروج من ليبيا بشكل يليق بمكانته ومن دون المساس بشخصه وكرامته.
وقال إن "القذافي فقد سيطرته على مدن كثيرة مهمة في شرق ليبيا وغربها، مع مواصلة المحتجين تعزيز مكاسبهم ميدانيًا، بسبب انشقاقات داخلية وصفها بالعظمى في ألوية الجيش قام بها ضباط كبار من المقربين منه، وأفقدته الثقة بأقرب المقربين منه".
وأوضح المصدر- الذي قالت الصحيفة إنه طلب عدم ذكر اسمه لحساسية الموقف ودقته- أن الزعيم الليبي "يعاني من حالات عصبية حادة جعلته يكثر من تناول أدوية للأعصاب والمخ، ما انعكس سلبًا على أحوال دائرته الخاصة".
وكشف أن أكثر من 16 ألف جندي نظامي، بما يعادل 13 لواء من الموالين، يحرسون القذافي الآن، وأن كتائب خميس وسيف التابعة للقذافي أعدمت نصف لواء، ما يعادل 420 جنديًا وهروب النصف الآخر، بعد انشقاقات بين ضباط وأفراد الكتائب.
وقال المصدر إن عبدالله السنوسي المقرحي صهر الرئيس الليبي الذي أشارت أخبار إلى إقالته من مهامه الأمنية لم يقل، بل كلف بحراسة سيف الإسلام وأشقائه، لخبرته في هذا المجال، خاصة وأنه سبق أن تولى عدة مهام أمنية حساسة، بينها قيادة جهاز الأمن الخارجي، والاستخبارات العسكرية، أو ما يعرف في ليبيا بالكتيبة، وهي الجهاز المكلف بحماية الرئيس.