شنت قوات الحلف الأطلسي غارات جوية جديدة صباح أمس على القطاع
الذي يقيم فيه العقيد الليبي معمر القذافي في باب العزيزية بالعاصمة
الليبية طرابلس، وصفت بالنادرة لحدوثها نهاراً، عقب التعهد الأميركي
والفرنسي والبريطاني في مجموعة الثماني بـ«إنهاء العمل» في هذا البلد
وممارسة مزيد من الضغوط لحمل القذافي على التنحي، وسط انشقاق للعسكريين عن
النظام، حيث وصلت مجموعة مؤلفة من 43 من المدنيين والعسكريين إلى مدينة بن
قردان الحدودية.
ميدانياً، هز انفجار قوي العاصمة الليبية صباحاً، وارتفعت سحابة من
الدخان فوق قطاع باب العزيزية، مقر إقامة العقيد الليبي، الذي يتعرض للقصف
الكثيف منذ أربعة أيام. وعند الظهر ترددت أصداء انفجارين في القطاع نفسه،
حيث أكد «الناتو» أنه استهدف مركزا للقيادة والتحكم وهو أمر نادر الحدوث
نظراً لشن الحلف لمثل هذه الغارات ليلاً، فيما قصف الحلف الأطلسي ثكنة
الحرس الشعبي القريبة من مقر اقامة القذافي القريب من وسط المدينة، وانهارت
أجزاء من الجدران الضخمة لحرم الثكنة جراء إلقاء عشرات القذائف في الأيام
الأخيرة على الموقع المليء بالمستودعات التي قالت السلطات إنها قد أفرغتها.
وكانت مدينة القريات في منطقة مزدة في جنوب طرابلس، تعرضت أيضا للغارات، كما ذكرت وكالة الأنباء الليبية.
وفي مدينة الزنتان الواقعة في الجبل الغربي قال الناطق باسم الثوار جمعة
إبراهيم في الزنتان إن بلدة يفرن ما زالت تحت سيطرة قوات القذافي، لكنه
أضاف أن المعارضين المسلحين هاجموا قوات القذافي في ككلة (على بعد 15
كيلومترا شرقي هذه البلدة)، مشيراً إلى مقتل ثلاثة ثوار في المعارك، وأنهم
دمروا عددا من المركبات العسكرية، بينها حاملات جنود وبطاريات مدفعية»،
لافتاً إلى احتجاز الثوار لـ 30 جنديا من كتائب القذافي وضابطين رهائن».
.
انشقاق
في غضون ذلك ذكرت وكالة الأنباء الحكومية في تونس أول من أمس أن مجموعة
مؤلفة من 43 ليبياً من المدنيين والعسكريين وصلت إلى بن قردان على متن
سفينتين، في انشقاق جديد على ما يبدو على النظام، مشيرة إلى أن اغلب هذه
المجموعة التي وصلت عسكريون يحملون رتبا عالية، دون ان تعطي تفاصيل اخرى.
من جهة أخرى، قتل متمردان خلال مواجهات بين الثوار وكتائب القذافي على بعد 285 كيلومتراً جنوب شرق اجدابيا الواقعة شرق ليبيا.
وقال القائد المتمرد في اجدابيا جمال منصور: «حصلت مواجهات مع قوات القذافي. وقتل متمردان في موقع 103 النفطي».
وكان المتمردون تحدثوا عن معارك متفرقة حول مدينة جالو في الجنوب الشرقي الذي يسيطر عليه المتمردون.
يشار إلى أن الحلف الأطلسي اتهم القوات الموالية للعقيد الليبي بإقامة
«حقل ألغام» حول مدينة مصراته الاستراتيجية، حيث قال القائد الأعلى لعمليات
الحلف الأطلسي شارل بوشار إن الهدف هو «منع تحرك السكان» و«استعادة
المدينة من المتمردين». فيما ذكرت مصادر طبية أن هذه القوات تواصل قصف هذه
المدينة التي تبعد 200 كيلومتراً شرق طرابلس وإسقاط ضحايا مدنيين.