تكملة لسلسلة بدع استحدثها الناس
02:39 الحلف على المصحف لتأكيد اليمين
و تعليق اللوحات المكتوب عليها آيات من القرآن في المنازل وغيرها .
-ومن البدع // الحلف على المصحف لتأكيد اليمين
سؤال :
شخص حلف على المصحف كذب في أيام الطفولة أي كان يبلغ 15 سنة
ولكنه ندم على هذا بعد بلوغه سن الرشد وعرف أن هذا حرام شرعاً فهل عليه إثم أو كفارة ؟
الجواب :
هذا السؤال يتضمن مسألتين المسألة الأولى الحلف على المصحف
لتأكيد اليمين وهذه صيغة لا أعلم لها أصلاً من السنة فليست بمشروعة .
وأما المسألة الثانية : فهو حلفه على الكذب وهو عالم بذلك وهذا إثم عظيم
يجب عليه أن يتوب إلى الله منه حتى أن بعض أهل العلم يقول :
إن هذا من اليمين الغموس التي تغمس صاحبها في الإثم ثم تغمسه
في النار فإذا كانت هذه اليمين قد وقعت منه بعد بلوغه فإنه يكون
بذلك آثم عليه أن يتوب إلى الله وليس عليه كفارة لأن الكفارة إنما
تكون في الأيمان على الأشياء المستقبلة وأما الأشياء الماضية فليس
فيها كفارة بل الإنسان دائر فيها بين أن يكون آثماً فيها أو غير
آثم فإذا حلف على شيء يعلم أنه كذب فهو آثم وإن
حلف على شيء يعلم أنه صادق أو يغلب على ظنه أنه صادق فليس بآثم .
نور على الدرب الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى ص 43
5-ومن البدع //الفصل بين السورتين بالتكبير
سؤال :
بعض قراء القرآن يفصلون بين السورة والأخرى بقول :
" الله أكبر " دون بسملة هل يجوز ذلك وهل له دليل ؟
الجواب :
هذا خلاف مافعل الصحابة - رضي الله عنهم - من فصلهم بين كل
سورة وأخرى ببسم الله الرحمن الرحيم وخلاف ما كان عليه أهل العلم
من أنه لا بفصل بالتكبير في جميع سور القرآن غاية ما هناك أن
بعض القراء استحب أن يكبر الإنسان عند ختم
كل سورة من الضحى إلى آخر القرآن مع البسملة بين كل سورتين .
والصواب أنه ليس بسنة لعدم ورود ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم
وعلى هذا فالمشروع أن تفصل بين كل سورة وأخرى بالبسملة
" بسم الله الرحمن الرحيم " إلا في سورة براءة فإنه ليس بينها وبين الأنفال بسملة .
فتاوى إسلامية ( 4/48 ) الشيخ ابن عثيمين
6-ومن البدع //تعليق اللوحات المكتوب عليها آيات من القرآن في المنازل وغيرها .
سؤال :
ما رأيكم في البطاقات واللوحات سواء الورقية أو المصنوعة من الخيوط
والتي يكتب عليها لفظ الجلالة مقروناً باسم النبي عليه الصلاة والسلام (( الله محمد ))
جواب :
هذه المسألة كثرت في الناس على أوجه متعددة ووضع لفظ الجلالة وبجانبه اسم
الرسول صل الله عليه وسلم لا يجوز وقد قال رجل للنبي صلى الله عليه وسلم :
" ما شاء الله وشئت " فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " أجعلتني لله نداً بل ما شاء الله وحده " .
وإذا كان الهدف من تعليق لوحة عليها اسم النبي صل الله عليه وسلم من قبيل التبرك
فهذا غير جائز أيضاً لأن التبرك إنما يكون بالتزام سنة النبي عليه الصلاة والسلام والاهتداء بهديه .
وكذلك بالنسبة لتعليق اللوحات المكتوب عليها آيات من القرآن الكريم في المنازل
إذ لم يرد في ذلك عن السلف الصالح - رحمهم الله - ولا عن النبي صلى الله عليه وسلم
ولا عن أصحابه التابعين ولا أدري من أين جاءت هذه البدعة فهي
في الحقيقة بدعة لأن القرآن إنما نزل ليتلى لا ليعلق على الجدران .
ثم إن في تعليقه على الجدران مفسدة لأن من يفعلون ذلك قد يعتقدون أنه حرز
لهم فيستغنون بذلك عن الحرز الصحيح وهو التلاوة باللسان
كما قال النبي عليه الصلاة والسلام عن آية الكرسي :
" من قرأها في ليلة لم يزل عليه من الله حافظ ولا يقربه شيطان حتى يصبح . "
أيضاً قد لا تخلو المجالس غالباً من الأقوال المحرمة وربما كان فيها شيء
من آلات اللهو ولا يجوز أن يجتمع كلام الله في أماكن كهذه لذلك ننصح إخواننا
المسلمين بعدم تعليق لوحات تحمل آيات الله أو لفظ الجلالة أو اسم النبي عليه الصلاة والسلام .
(( فتاوى إسلامية " 4/479 " الشيخ ابن عثيمين ) )
وقال الشيخ ابن عثيمين أيضاً :
تعليق الآيات القرآنية على الجدران وأبواب المساجد وما أشبهها هو
من الأمور المحدثة التي لم تكن معروفة في عهد السلف الصالح الذين
هم خير القرون كما ثبت عن النبي عليه الصلاة والسلام
أنه قال : " خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم " .
ولو كان هذا من الأمور المحبوبة إلى الله عز وجل لشرعه الله تعالى
على لسان رسوله صل الله عليه وسلم لأن كل ما ينفع الناس في دينهم
ودنياهم فهو مشروع على لسان الرسول صلى الله عليه وسلم ولو كان
هذا من الخير لكان أولئك السلف الصالح أسبق إليه منا ومع هذا فإننا
نقول لهؤلاء الذين يعلقون هذه الآيات ماذا تقصدون من هذا التعليق ؟
أتقصدون بذلك احتراماً لكلام الله عز وجل ؟ إن قالوا : نعم ، قلنا :
لسنا والله أشد احتراماً لكلام الله سبحانه وتعالى من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم
ومع ذلك لم يعلقوا شيئاً من آيات الله على جدرانهم وجدران مساجدهم وإن قالوا :
نريد بذلك التذكير والموعظة قلنا : لننظر إلى الواقع فهل أحد من الناس الذين
يشاهدون هذه الآيات المعلقة يتعظ بما فيها قد يكون ذلك ولكنه نادر جداً وأكثر
ما يلفت النظر في هذه الآيات المكتوبة حسن الخط
أو ما يحيط بها من البراويز أو الزخارف أو ما أشبه ذلك .
ونادراً جداً أن يرفع الإنسان رأسه إليها ليقرأها فيتعظ بما فيها .
وإن قالوا : نريد التبرك بها فيقال : ليس هذا طريق التبرك والقرآن
كله مبارك لكن بتلاوته وتفقه معانيه والعمل به لا بأن يعلق على الجدران ويكون كالمتاحف .
وإن قالوا : أردنا بذلك الحماية والورد قلنا : ليس هذا طريق الحماية والورد
فإن الأوراد التي تكون من القرآن إنما تمنع صاحبها إذا قرأها كما في
قوله صلى الله عليه وسلم فيمن قرأ آية الكرسي في ليلة :
" لم يزل عليه من الله حافظ ولا يقربه شيطان حتى يصبح "
ومع هذا فإن بعض المجالس أو كثيراً من المجالس التي تكتب
فيها هذه الآيات قد يكون فيها اللهو بل قد يكون فيها الكلام المحرم
أو الأغاني المحرمة وفي ذلك من امتهان القرآن المعنوي ما هو ظاهر .
(( نور على الدرب فتاوى فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين - رحمه الله - ص 24 ))
تابعونا ان شاء الله
عدل سابقا من قبل mmaarrooaann في الإثنين 05 سبتمبر 2011, 6:35 am عدل 1 مرات