| |
عواصم - وكالات - أكد مسؤول أميركي أن القوات التي أغارت على المجمع أطلقت النار على أسامة بن لادن في وجهه، وإن قطعاً صغيرة من الدماغ تظهر في صور الجثة.
وفي تضارب جديد للمعلومات بشأن ما إذا كان زعيم تنظيم القاعدة بن لادن مسلحاً أم أعزل عند الغارة على منزله، قال مسؤول في وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) إنه «على يقين من أنه جرى تراشق بالنيران خلال هذه العملية، وأن فريق الهجوم الأميركي تعرض لإطلاق نيران».
الصورة اللغز
ورغم ضغوط من جانب بعض مساعديه رفض الرئيس باراك أوباما نشر صور بن لادن وهو قتيل لأنها يمكن أن تثير أعمال عنف وتستخدم كوسيلة دعائية من جانب تنظيم القاعدة.
وقال أوباما لبرنامج 60 دقيقة بقناة سي.بي.إس»: «أعتقد أنه نظرا لما تحتويه تلك الصور من مشاهد صعبة فإنها ستسبب بعض المخاطر على الأمن القومي.»
وأضاف «من المهم بالنسبة لنا ضمان ألا يجري تناقل صور لشخص مشوه أطلق عليه الرصاص في الرأس كوسيلة للتحريض على مزيد من العنف أو كوسيلة دعائية. لسنا من يفعل ذلك.»
واستطرد أوباما «أجرينا تحليلا للحمض النووي، لذا لا يساورنا شك في اننا قتلنا أسامة بن لادن .. لن تروا بن لادن يسير على هذه الأرض مرة أخرى.»
تقارير ولجان
وبعد أن قدم مسؤولون كبار في الاستخبارات والدفاع تقرير إحاطة عن العملية للجنة القوات المسلحة في مجلس النواب رفض اعضاء اللجنة الحديث عن تفاصيل ما تم ابلاغهم به.
غير ان النائب آدم سميث العضو الديموقراطي في اللجنة قال للصحافيين: «لقد دخلوا ليلا. وكان هناك ظلام. وكان هناك أناس يتحركون هنا وهناك. وتعرضوا لاطلاق النار فيما اعتقد من جانب أكثر من شخص»، واضاف سميث قوله «كانت هناك اسلحة في المكان وكان الوضع سريع التحرك أحسوا فيه بأنهم معرضون للخطر وكانت استجابتهم على هذا الأساس».
الأربعة غير مسلحين
بدورها، قالت شبكة تلفزيون إن.بي.سي نقلا عن مسؤولين اميركيين أن اربعة من الاشخاص الخمسة الذين قتلوا رميا بالرصاص في العملية التي ادت الى مقتل ابن لادن ومنهم زعيم القاعدة، كانوا غير مسلحين ولم يطلقوا طلقة واحدة، وهي رواية تختلف عن التصريحات الأولى لمسؤولي حكومة اوباما بان الفريق التابع للبحرية خاض اشتباكا طويلا.
وقال رئيس اللجنة باك ماكيون ان تحديد هوية ابن لادن تضمنت مقارنة الحمض النووي (دي.ان.إيه) مع أمه وثلاثة من أبنائه.
وقال ماكيون انه لم تعرض صور لابن لادن على لجنة القوات المسلحة لمجلس النواب.
في حين قالت السناتور كيلي أيوت، إنها رأت صورة بن لادن بعد مقتله، ولكنها تراجعت في وقت متأخر قائلة إنه لا يمكنها تأكيد صحة الصورة.
واكد عدد من اعضاء الكونغرس انهم شاهدوها. الا ان ثلاثة منهم تراجعوا عن تأكيداتهم مؤكدين ان الصور التي اطلعوا عليها مزيفة.
وبين هؤلاء ساكسبي شامبليس اهم الاعضاء الجمهوريين في لجنة الاستخبارات الذي قال ان هذه الصور «تنطبق على ما نتوقعه عندما يصاب احد ما برصاص في الرأس وليست صورا جميلة».
قتل شرعي
إلى ذلك، أكد وزير العدل الأميركي إريك هولدر أن العملية التي قتل خلالها أسامة بن لادن «كانت شرعية تماماً» وتتعلق بـ «عمل شرعي للدفاع عن الوطن».
وردا على سؤال امام اللجنة القضائية في مجلس الشيوخ حول النقاش الدائر عن ان زعيم تنظيم القاعدة لم يكن مسلحا، اكد هولدر ان العملية «تتطابق مع قوانينا وقيمنا».
واضاف: «يجوز قانونا استهداف مقاتل عدو في الميدان. وفعلنا هذا على سبيل المثال فيما يتعلق بياماموتو في الحرب العالمية الثانية حينما تم اسقاطه في طائرة».
وقال هولدر انه حتى إذا كان ابن لادن حاول الاستسلام «فإنه كان هناك أساس وجيه في نظر هؤلاء الشجعان اعضاء فريق البحرية ليفعلوا ما فعلوه لحماية انفسهم والاشخاص الآخرين الذين كانوا في المبنى».
في الأثناء، اعتبر رئيس أساقفة كانتربري روان ويليامز ان قتل بن لادن وهو أعزل يترك شعورا غير مريح للغاية لأنه «لا يظهر أن العدالة تم تحقيقها».
كما اعترض عدد من عائلات ضحايا هجمات 11سبتمبر على عدم نشر صورة جثة بن لادن، في حين يلتقي في موقع مركز التجارة العالمي الرئيس أوباما مع عدد من الأسر وسيضع أكليلا من الزهور في الموقع دون أن يلقي كلمة.
معركة من طرف واحد
بدورها، نقلت «نيويورك تايمز» عن مسؤولين أميركيين قولهم ان الهجوم على مقر بن لادن، على الرغم من فوضويته ودمويته، كان من طرف واحد وقوة يزيد عددها على 20 عنصراً تمكنت بسرعة من السيطرة على الرجال الذين يحمون زعيم «القاعدة».
وأضاف المسؤولون ان طلقات قليلة أطلقت من قبل الموجودين في المجمع بداية العملية، عندما فتح أبو أحمد الكويتي، وهو أحد أكثر الرسل الذين يثق بهم زعيم «القاعدة»، النار من خلف باب منزل الضيوف المتاخم للمنزل الذي يختبئ فيه بن لادن.
وأشاروا إلى انه بعد مقتل الكويتي، لم تطلق أي نيران باتجاه الأميركيين. وأضافوا انه عند الوصول إلى الطبقة العلوية دخلوا غرفة ورأوا بن لادن وعلى مقربة منه رشاش ومسدس فأطلقوا النار عليه وقتلوه وأصابوا امرأة معه (هي زوجته).