كلينتون تصل باكستان لبحث قضايا «ما بعد أسامة بن لادن»
وصلت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون إلى باكستان، برفقة رئيس
الأركان المشتركة في الجيش، مايك مولن، في زيارة تهدف بصورة خاصة إلى طرح
«أسئلة صعبة جداً» على هذا البلد الحليف بعد تصفية أسامة بن لادن على
أراضيه. ومن المتوقع أن يطالب المسؤولان الأميركيان باكستان بمزيد من
التعاون في محاربة «القاعدة» ومتمردي طالبان. كذلك سيطالبان ببذل جهد في
التحقيق بشأن قضية بن لادن الذي قتلته مجموعة كومندوس أميركية في الثاني من
أيار في شمال باكستان، كما ستطلب كلينتون من باكستان المساعدة في البحث عن
حل سياسي للحرب في أفغانستان.
وتقوم كلينتون بزيارتها في وقت تواجه فيه الحكومة الباكستانية الضعيفة وغير
الشعبية احتجاجات رأي عام معادٍ للأميركيين بغالبيته الكبرى. ولا يحتجّ
الرأي العام على مقتل بن لادن بقدر ما يأخذ على الحكومة والجيش
الباكستانيين السماح لجنود أميركيين بالدخول سراً الى عمق أراضي باكستان
وتنفيذ مهمتهم والرحيل بدون أن يحصل أي تحرك أو رد فعل من الجانب
الباكستاني.
أما في واشنطن فيطرح كبار المسؤولين تساؤلات عن تمكّن بن لادن من العيش
بأمان لسنوات عديدة في مدينة تحوي حامية عسكرية وتقع على مسافة ساعتين فقط
براً من إسلام أباد. ويذهب البعض إلى توجيه اتهامات لباكستان تتراوح بين
العجز والتقاعس، مروراً بالتواطؤ.
وفي السياق، أعلن مسؤولون أميركيون أن باكستان أغلقت 3 مراكز ارتباط
استخبارية عسكرية أميركية في كويتا وبيشاور، بعدما طلبت من الإدارة
الأميركية خفض عديد القوات الأميركية في باكستان على خلفية التوتر بين
البلدين.
وذكرت صحيفة «لوس أنجلس تايمز»، في عددها الصادر اليوم، أن مراكز الارتباط
في كويتا وبيشاور والتي تعرف بـ«خلايا الانصهار» تمثّل القناة الأساسية
التي تتشارك من خلالها الولايات المتحدة صور الأقمار الصناعية وبيانات
الأهداف وغيرها من المعلومات الاستخبارية من القوات البرية الباكستانية
التي تشن عمليات ضد متشددين، بينهم عناصر من حركة طالبان يتسلّلون إلى
أفغانستان لمهاجمة القوات الأميركية وقوات التحالف.
وقال المسؤولون الأميركيون إن الولايات المتحدة اعتمدت على المراكز الثلاثة
للتنسيق لعمليات على جانبي الحدود، وقد بدأ حالياً انسحاب الوحدات
الأميركية من المواقع الثلاثة وبدأ العمل على إغلاقها.
ويؤدي الإقفال إلى إبعاد المستشارين الأميركيين عن الجبهة الأمامية للحرب
ضد الجماعات المسلحة في باكستان، وتخوف المسؤولون الأميركيون من إعاقة
الجهود التي تبذلها إدارة أوباما لحثّ باكستان على شنّ عمليات برية في
منطقة شمال وزيرستان التي تشهد نشاطاً للمتمردين. غير أن المسؤولين قالوا
إن قرار باكستان لم يؤثر على قدرة وكالة الاستخبارات الأميركية «سي أي أي»
على إطلاق صواريخ من طائرات بدون طيار.