بدوره، وضع نائب الرئيس، جوزف بايدن، إكليلاً من الورود في مقر وزارة الدفاع الذي تحطمت فوقه واحدة من الطائرات الأربع في اليوم نفسه. وكان المتحدث باسم البيت الأبيض، جاي كارني، قد أعلن أن الهدف ليس «الاستعراض» بل تكريم ذكرى ضحايا الاعتداءات التي أدّت إلى غزو أفغانستان للقضاء على «القاعدة»، واصفاً موت بن لادن بأنه «لحظة مهمة وتحرّر للشعب الأميركي».
واعترض عدد من عائلات ضحايا هجمات 11 أيلول على عدم نشر صور جثة بن لادن، فيما انزعج آخرون من عدم دعوتهم إلى حضور الاحتفال في «غراوند زيرو».
في هذا الوقت، أعلنت وزيرة الخارجية الأميركية، هيلاري كلينتون، أن قتل بن لادن «لم يُنه حرب الولايات المتحدة ضد التنظيم». وقالت في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيرها الإيطالي فرانكو فراتيني في روما: «عشت أكثر لحظات حياتي قلقاً خلال الثماني والثلاثين دقيقة، أي مدة الغارة على بن لادن»، في غرفة العمليات في البيت الأبيض، إلى درجة «أنني لا أعرف ما كنت أفكر فيه خلال تلك الدقائق العظيمة».
وأوضحت كلينتون أن «باكستان هي شريك مهم في مكافحة الإرهاب. العلاقة ليست سهلة دائماً، لكنها كانت مثمرة للجانبين»، مضيفة «يجب زيادة جهودنا، لا في أفغانستان فقط، بل في جميع أنحاء العالم، وأولئك الذين يقتلون الأبرياء سيقدّمون إلى العدالة».
وتابعت باكستان الدفاع عن النفس، وأكد وكيل وزارة الخارجية الباكستانية، سلمان بشير، أن أجهزة الاستخبارات «ليست متورّطة» مع تنظيم «القاعدة». وأوضح أن «من السهل القول إن الاستخبارات الباكستانية أو عناصر في الحكومة متورطة مع القاعدة»، مضيفاً «إنها فرضية كاذبة، ولا يمكن في أي حال من الأحوال قبولها، وهي تمثّل صفعة للباكستانيين، وخصوصاً الاستخبارات الباكستانية، نظراً إلى إنجازاتها». وأضاف أن أي «بلد يحاول الإغارة على أراضيها بالطريقة التي قامت بها القوات الأميركية سيقابل بردّ من الجيش الباكستاني».
واستمرت الصحف في كشف المعلومات عن عملية الكوماندوس الأميركية التي أدت إلى مقتل بن لادن. ونقلت صحيفة «نيويورك تايمز» عن مسؤولين في البيت الأبيض قولهم إن المعركة شهدت إطلاقاً للنار من طرف واحد هو الطرف الأميركي. وأضاف المسؤولون أن «طلقات قليلة أطلقها الموجودون في المجمع الذي كان يقيم فيه بن لادن في بداية العملية، عندما فتح أبو أحمد الكويتي، وهو أحد أكثر الرسل الذين يثق بهم زعيم القاعدة، النار من خلف باب منزل الضيوف المتاخم للمنزل الذي يختبئ فيه بن لادن. لكن بعد مقتل الكويتي، لم تطلق أي نيران باتجاه الأميركيين». ولفتت الصحيفة إلى أن هذه القصة تختلف عمّا أعلنه كارني من حصول تبادل لإطلاق النار طوال فترة العملية.
من جهتها، ذكرت صحيفة «الوطن» السعودية، نقلاً عن مصدر إقليمي «وثيق الصلة بملف الإرهاب»، أن الرجل الثاني في «القاعدة»، أيمن الظواهري (المصري)، أرشد القوات الأميركية إلى مخبأ زعيم التنظيم في باكستان. وأوضح أن «المصريين يريدون السيطرة على التنظيم منذ تأسيسه، لكنهم وجدوا فرصتهم الأكبر بعد مرض بن لادن منتصف عام 2004، حين أقنع الظواهري ومجموعة القيادة بن لادن بالانتقال إلى أبوت آباد لتوافر المأوى الآمن».
(أ ف ب، يو بي آي، رويترز مرور أربعة أيام على مقتل زعيم تنظيم «القاعدة» أسامة بن لادن، أراد الرئيس الأميركي باراك أوباما أن يكون موجوداً في المكان الذي زعزع أمن أميركا، ودفع بها إلى قيادة حربها على الإرهاب. قصد أوباما نيويورك، وتحديداً «غراوند زيرو»، موقع اعتداءات الحادي عشر من أيلول عام 2001، حيث التقى أقرباء عدد من الضحايا، ووضع إكليلاً من الورود في المكان الذي كان يشغله برجا مركز التجارة العالمي.)