أسماء الله الحسنى والاسم الجليل من أسماء الله الحسنى
السلام
ورد هذا الاسم في نص القرآن :
بقوله تعالى
{هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ }الحشر23
هذه الآية التي وردت في كتاب الله عز وجل وورد فيها اسم السلام ، ما معنى هذا الاسم؟ يقول العلماء : هذا الاسم معناه أنه جل جلاله ذو السلامة ، ذو السلام أي ذو السلامة كأن تقول الرضاع من الرضاعة ، هذا الاسم أساسه اللغوي السلامة ومعنى السلامة أي أن ذاته جل جلاله سلمت من كل عيب وسلمت صفاته من كل نقص وسلمت أفعاله عن الشر .
إذاً أفعال الله ذاته منزهة عن كل عيب ، صفاته منزهة عن كل نقص ، أفعاله منزهة عن الشر المطلق ، حينما توقع الشر لذات الشر فهذا شر مطلق.
إذاً الشر المطلق لا وجود له في الكون ، وما أصاب من مصيبة فبما كسبت أيديكم . وكلما كان الانحراف أشد كان العلاج أقصى .
المعنى الثاني من أسماء الله أنه سلام أي ذو السلامة لعباده ليس في الوجود كله سلامة إلا معزوّة إليه .
الآن أدخل معكم في موضوع ؛ والله الذي لا إله إلا هو أتمنى من كل قلبي أن نسلك معا في فهم أسماء الله الحسنى فهما بمنهج واضح جدا ، دعنا من التعاريف النظرية ؛ دعنا مما قاله العلماء ، وما أَجَلَّ ما قالوه عن اسم الله السلام ، أنت كإنسان هل تستطيع أن تكتشف في هذا الكون حوادث آيات ، أدلة ، تؤكد أن الله سلام ؟
إذاً من أسماء الله السلام إنك إذا ذكرته شعرت بالسلام ، إنك إذا ذكرته زال عنك الخوف،إنك إذا ذكرته زالت عنك الوحشة ,إنك إذا ذكرته أنست به، إنك إذا ذكرته اطمأننت ,البعيدون عن الله عز وجل يأكل قلوبهم الخوف ، يختل توازنهم ينسحقون لأنهم أشركوا بالله ما لم ينزل به عليهم سلطاناً فألقى الله في قلوبهم الرعب ، أما علامة المؤمن فهو مطمئن .
إذاً من أسماء الله السلام إذا ذكرته يمنحك السلام ، إذا ذكرته يمنحك الإطمئنان ، إذا ذكرته تشعر بالقرب منه إذا ذكرته تشعر أنه يدافع عنك وأنك في رعايته وفي حفظه وفي تأييده وفي توفيقه وفي رعايته يدافع عنك .
إذاً من معاني السلام أن ذكر الله يورث الأمن والسلام من معاني السلام أن الإتصال بالله عز وجل يكسب السلامة من العيوب والنقائص والأدران والحماقات والحقد والحسد والضغينة والعلو في الأرض والكبر . هذه الصفات الذميمة المهلكة إذا اتصلْتَ بالله عز وجل نقّاك منها .
من معاني السلام أنك إذا طبقت شرعه يهديك سبل السلام
أي إذا طبقت الشرع يعطيك السلامة في الدنيا ، وإذا أقبلت على الله يعطيك سلامة النفس ، وإذا أطعته في كل مناحي حياتك يعطيك سلامة الآخرة ،
يجب أن تعرف أن السلامة كلها أن تكون مع الله . السلامة كلها أن تكون وفق أمر الله . السلامة كلها في معرفة الله السلامة كلها في عبادته السلامة كلها في فهم كتابه السلامة كلها في تنفيذ شرعه السلامة كلها في الإلتزام بما أمر .
الآن وردت كلمة السلام في القرآن بمعنى آخر
قال الله تعالى :
{لَهُمْ دَارُ السَّلاَمِ عِندَ رَبِّهِمْ وَهُوَ وَلِيُّهُمْ بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ }الأنعام127
ما هي دا رالسلام ؟ الجنة ليس فيها نغص ولا حسد ولا فيها مرض ولا فيها قلق ولا فيها خوف ولا فيها منازعة ولا فيها حروب ولا فيها شيء من هذا كله .
هذه دار السلام ،هذا معنى آخر .
الله سبحانه وتعالى يخبرك عن سلامة هؤلاء ، يقولون : نحن في صحة جيدة وفي سعادة كبرى ، أصحاب اليمين في سلام هم في الجنة .
الآن ورد كلمة سلام في القرآن بمعنى آخر
قال تعالى :
{وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْناً وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَاماً }الفرقان63
شاهد شخصّ سيدنا علياً (رضى الله عنه ) في المنام فقال له : سلاما سلاما ، استيقظ الشخص وهو سعيد جدا، وروى ما رأى على أحدهم فقال له : تفسير منامك أنك جاهل
لقوله تعالى :
{وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْناً وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَاماً }الفرقان63
مامعنى " سلاما" ؟ هناك أشخاص أصلحهم الله صالحون إذا خاطبهم شخص يقولون له سلام ، ما سلام هذه ؟ العلماء قالوا معنى سلام : تكلموا كلاما لا عيب فيه لا خطأ فيه لا جهل فيه لا قسوة فيه لا تطاول فيه لا إهانة فيه لطيف رقيق . إن كلمة " سلام " وحدها لا تفيد ذلك الشخص الذي لعله أساء وأخطأ بل على الصالحين أن يعظوه وينصحوه .
لا غلط فيه ولا جهل ولا مبالغة ولا كذب ولا تدليس ولا إحتيال ولا غش ولا معاني مبطنة.
ليس معنى ذلك : قل له سلام ، قالوا : كلاما سليما من كل عيب من كل خطأ من كل جهل من كل قسوة من كل تطاول من كل عدوان من كل إهانة هذا معنى "سلاما" .
أيها الأخوة والاخوات:
وبعد ، فما واجب المؤمن بالنسبة لهذا الإسم ؟ المؤمن الحق من سلم من المخالفات الشرعية سرا وعلنا ، وبرئ من العيوب ظاهرا وباطنا ،
ومن كان سليما من الذنوب بريء من العيوب ولتكن على هذا النحو علاقتنا بأسم السلام ،
{إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ }الشعراء89
القلب السليم القلب البريء من الشك والشرك ،
زعم المنجم والطبيب كلاهما
لا تبعث الأموات قلت إليكما
إن صح قولكما فلست بخاسر
أو صح قولي فالخسار عليكما
وإن شاء الله لا نكون على غلط ، أما قول الشاعر فليس إيماناً وإنما هو ارتياب وشك
فالسليم من برئ قلبه من الشك والشرك ومن النفاق والشقاق والرياء والمداهنة ومن سلمت نفسه من الشهوات وسلم عقله من الشبهات ، لا شبهات في عقله ولا شهوات في نفسه وألقى الشك والشرك والنفاق والشقاق والرياء والمداهنة جانباً بل تحت قدميه .