ادان الرئيس اليمني علي عبدالله صالح مقتل خمسة متظاهرين الخميس برصاص
موالين له، وطلب من السلطات الامنية القبض على المسؤولين عن هذا العنف
لمحاسبتهم، حسبما افاد بيان رسمي نقلته وكالة الانباء اليمنية.وذكر
البيان ان صالح الذي وقع الاربعاء اتفاقا نقل بموجبه سلطاته الى نائبه عبد
ربه منصور هادي "ادان اعمال العنف التي حدثت اليوم في العاصمة صنعاء وراح
ضحيتها عدد من الشهداء والجرحى".
وبحسب البيان، وجه صالح "وزارة
الداخلية بالتحقيق الفوري والكامل واحالة مرتكبي هذه الجريمة الى العدالة
من اي طرف كان"، معربا عن "اسفه لاستمرار القوى والعناصر التي لا تريد
الأمن والاستقرار والسلام في الوطن والتي تعمل على اشعال فتيل الحرب واثارة
الفوضى كلما لاحت بارقة امل في تحقيق الامن والسلام في الوطن".
وقتل
خمسة متظاهرين واصيب 34 آخرون بجروح في صنعاء الخميس برصاص اطلقه مدنيون
موالون للرئيس صالح على تظاهرة شبابية مناهضة للمبادرة الخليجية ومطالبة
بمحاكمته.
واعرب صالح في البيان عن "تطلعه الى عدم تكرار ما حدث من
اعمال العنف والتحلي بضبط النفس" معتبرا ان من يقوم بهذه الأعمال ... انما
يريد جر البلاد الى العنف والفوضى والدمار والتخريب".
وقال المصدر الطبي من المستشفى الميداني للمحتجين في صنعاء "لقد وصلنا حتى الان خمسة قتلى و34 جريحا، جميعهم اصيبوا بالرصاص".
وذكر
مراسل وكالة فرانس برس ان المدنيين المسلحين اطلقوا النار على التظاهرة
الضخمة في شارع الزبيري بعد ان خرجت من ساحة التغيير حيث يعتصم المحتجون.
وردد
المتظاهرون شعارات مناهضة لصالح ومطالبة بعدم منحه اي حصانة قانونية، كما
هتفوا ضد المعارضة البرلمانية وخصوصا ضد حزب التجمع الوطني للاصلاح
(اسلامي)، وذلك بعد ان وافقت المعارضة على منح حصانة لصالح. وكذلك سارت
تظاهرة مناهضة لصالح في مدينة تعز جنوب صنعاء.
ووقع الرئيس اليمني
الاربعاء في الرياض على اتفاق نقل السلطة، وهو اتفاق يمنح صالح حصانة من
الملاحقة القانونية، كما يسمح له بالبقاء رئيسا للبلاد شرفيا لمدة تسعين
يوما.
وقد حث الرئيس الاميركي باراك اوباما اليمن الاربعاء على
التطبيق الفوري للاتفاق. وقال اوباما في بيان مكتوب "الولايات المتحدة
ستواصل الوقوف الى جانب الشعب اليمني مع بدئهم عملية الانتقال التاريخية".
وعلى
صعيد آخر، اعلن مسؤول محلي لوكالة فرانس برس الخميس انه تم الافراج عن
عاملة اغاثة فرنسية مغربية الاصل اختطفت الثلاثاء في محافظة لحج بجنوب
اليمن، كما افرج عن يمنيين اختطفا معها. واكدت فرنسا الافراج عن مواطنتها.
وقال
مدير مديرية مدينة المسير حسن علي "ان الرهينة الفرنسية من اصل مغربي اطلق
سراحها مع اليمنيين الاثنين"، مضيفا "هي معي الان وانا في طريقي الى محافظ
محافظة لحج في مدينة الحوطة" عاصمة المحافظة.
وذكر المسؤول لوكالة
فرانس برس ان الخاطفين كانوا يطالبون بالافراج عن اربعة من اقربائهم ناشطين
في الحراك الجنوبي المطالب بالانفصال عن الشمال.
وقال المصدر "لقد
حصل الخاطفون على ضمانات بان النيابة ستستكمل التحقيق مع المعتقلين
الاربعاء وسيفرج عنهم بعد ذلك"، مشيرا الى ان وسيطا قبليا تولى اجراء
الوساطة مع الخاطفين.
وكانت الفرنسية المغربية لدى اختطافها يوم
الثلاثاء برفقة سائق ومترجم في سيارة تابعة للجنة الدولية للصليب الاحمر،
وكانوا في طريقهم الى مخيم للاجئين المهجرين من محافظة ابين المجاورة التي
سيطر تنظيم القاعدة على اجزاء منها.
واتت عملية الخطف بعد ايام من
الافراج عن ثلاثة موظفي اغاثة فرنسيين اختطفهم في جنوب اليمن مسلحون من
تنظيم القاعدة قبل اكثر من خمسة اشهر.
ويشهد اليمن عمليات خطف
للاجانب تقوم بها عادة بعض العشائر للضغط على السلطات لطلب فدية او
للمطالبة باطلاق سراح سجناء او بناء طرق. وخلال السنوات ال15 الماضية تعرض
اكثر من 200 اجنبي للخطف اطلق سراح غالبيتهم سالمين.
لكن نشاط تنظيم
القاعدة سجل في الفترة الاخيرة تزايدا كبيرا، ولا سيما في جنوب البلاد. وفي
جنوب البلاد ايضا، قتل 12 مسلحا من تنظيم القاعدة مساء الاربعاء في قصف
مدفعي شنه الجيش اليمني على موقع للتنظيم شرق مدينة زنجبار عاصمة محافظة
ابين، كما افاد مصدر محلي لوكالة فرانس برس.
وقال المصدر ان "وحدات
الجيش على جبهتي الكود وملعب الوحدة (على مشارف زنجبار) شنت قصفا مدفعيا
على منزل يتواجد فيه مسلحو القاعدة في حي باجدار ما اسفر عن مقتل 12 مسلحا
بينهم مصري يكنى ب+الزهران+ وآخر بحريني يكنى ب+ابو زيد+".
وفي مدينة
جعار المجاورة، افاد شهود عيان ان عناصر من تنظيم القاعدة قطعوا يد رجل
مساء الاربعاء بتهمة سرقة كابلات كهربائية ومنازل مواطنين في زنجبار التي
يسيطر التنظيم على اجزاء كبيرة منها منذ نهاية ايار/مايو.
وقطع عناصر التنظيم اليد اليمنى للرجل في ملعب جعار وسط حضور العشرات من الاهالي.
وقال احد الشهود "لقد حذر عناصر القاعدة الحاضرين من السرقة او التخابر مع السلطات واكدوا انهم سيعاقبون من يقدم على ذلك".