اللواء منصور العيسوى وزير الداخلية
أصدرت وزارة الداخلية بيانا منذ قليل بشأن الأحداث التى شهدتها مصر أمس
الموافق على هامش تظاهرة "جمعة تصحيح المسار"، من محاولات اقتحام مبنى
وزارة الداخلية، ومقر السفارة الإسرائيلية والتعدى على مبنى السفارة
السعودية والقوات المكلفة بتأمينها محاولة اقتحام مبنى مديرية أمن الجيزة.
وجاء بالبيان فيما يتعلق بمحاولة اقتحام مبنى وزارة الداخلية أكد التزام
ضباط وأفراد وجنود الشرطة المصرية بما سبق وأعلنته الوزارة من احترامها
الكامل لحقوق التظاهر السلمى، وحرية الرأى، والتعبير وما صدر من توجيهات
حازمة بالالتزام بالحكمة وأقصى درجات ضبط النفس حتى مع تعرض القوات
لاعتداءات واستفزازات متعمدة، لإحداث احتكاكات يتم تضخيمها إعلاميا بقصد
الإساءة لجهاز الشرطة وتشويه صورة رجاله فى أذهان الرأى العام، بالرغم من
ذلك خرجت مسيرات لمبنى وزارة الداخلية والشوارع المحيطة بها مرددين هاتفات
نابية وإهانات بالغة ومارست إشارات خارجة فى محاولة لاستفزاز القوات
المكلفة بتأمين مقر الوزارة والتى كانت متواجدة داخل أسوار المبنى.
وأضاف البيان أنه أمام فشل تلك المحاولات الاستفزازية قاموا برشق مبانى
ومنشآت الوزارة بالحجارة وتحطيم بعض الوجهات الزجاجية ومحاولة تحطيم
البوابة الرئيسية للوزارة وشعارها الخارجى فى ذلك الوقت الذى شب خلاله حريق
محدود بالطابق الأرضى لمبنى قطاع الشئون الأفراد، والذى تم السيطرة عليه
فى حينه، وتعكف حاليا الأجهزة الأمنية للوقوف على خلفياته، وقد التزمت كافة
القوات رغم كل ذلك بما صدر لها من تعليمات بضبط النفس وعدم التعامل،
والتواجد داخل أسوار المبنى دون أى احتكاك مع المعتدين.
أما بشأن محاولة اقتحام مبنى مقر السفارة الإسرائيلية قال البيان: فى الوقت
الذى كانت تقوم فيه عناصر الشرطة المدنية بتأمين مقر السفير الإسرائيلية
بمحافظة الجيزة بالتنسيق مع القوات المسلحة قامت أعداد كبيرة من المتظاهرين
بالتوجه لمقر السفارة وتحطيم أجزاء كبيرة من السور المقام أماما السفارة
وصعدوا سطع العقار ومنة إلى شرفة شقة بالطابق السادس عشر للعقار الخاص
بالسفارة، وهى شقة يستخدمها أعضاء السفارة كأرشيف خاص بهم حيث يتم أحدهم من
نزع العلم الإسرائيلى الموجود على السفارة وإلقاء بعض الأوراق التى عثروا
عليها فى الشقة المذكورة بالشارع.
أما بشأن التعدى على مبنى السفارة السعودية، والقوات المكلفة بتأمينها أضاف
البيان: واستمرارا للمسلسل أحداث الفوضى وأعمال التخريب قامت بعض الأعداد
من المتظاهرين بالتوجه عقب ذلك إلى شارع أحمد نسيم الكائن به مقر السفارة
السعودية، وقاموا بإلقاء الحجارة مما أسفر عنه تحطيم بعض الكاميرات الخاصة
بالسفارة وتحطيم زجاج المبنى وتحطيم سيارتين أحداهما تابعة للسفارة وأخرى
خاصة بأحد المواطنين وحالة قيام قوات الشرطة المعنية خدمة تأمين السفارة
بمنعهم من استمرار التعديات قاموا بالاعتداء عليهم بالحجارة وإشعال النيران
فى عدد 4 سيارات لورى خاصة بقطاع الأمن المركزى.
وأوضح البيان أنه عقب ما سبق، قامت أعداد كبيرة منهم بإلقاء الحجارة
وزجاجات المولوتوف على مبنى مديرية أمن الجيزة المواجه لمبنى السفارة
السعودية فى محاولة الاقتحام المديرية من منافذها الثلاث، حيث قاموا بتسلق
السور الخارجى للمديرية وتحطيم الأبواب تمهيدا لعملية الاقتحام كما قاموا
بإشعال النيران فى سيارة شرطة، وقد قامت الخدمات الأمنية المكلفة بتأمين
مبنى المديرية بالتعامل معهم ومحاولة إبعادهم عن مبنى المديرية وتفريقهم
باستخدام قنابل الغاز المسيلة للدموع، حيث تم السيطرة عليهم وتفريقهم فجر
اليوم بعد مصادمات عنيفة أسفرت عن وقوع عدد كبير من الإصابات بين رجال
الشرطة.
أسفرت الأحداث والتداعيات عن إصابة عدد 58 من رجال الشرطة، كما أسفرت تلك
الأحداث عن احتراق وتلف عدد 16 سيارة شرطة، كما قامت أجهزة الأمن بضبط عدد
38 من مثيرى الشغب، يتم اتخاذ الإجراءات القانونية قبلهم.
وأوضح البيان أن وزارة الداخلية أكدت أنها تتعهد أمام الله وأمام الشعب
المصرى العظيم بأن عقيدتها وفلسفتها الأمنية قد تغيرت بالكامل فى أعقاب
ثورة يناير المجيدة من أجل حماية أمن وأمان المواطن المصرى والالتزام
بالشرعية وسيادة القانون، كما تعهدت كل قوات الشرطة "ضباط وأفراد ومجندين"
على بذل كل الجهود والتضحية الغالى والنفيس فى سبيل إعادة الإحساس بالأمن
والاستقرار لكل أفراد الشعب المصرى، وهو ما كلفتها سقوط 25 شهيدا، و474
مصابا خلال الشهور الخمس الأخيرة فى حربها الشرسة ضد البلطجية والإجرام،
إلا أنه كان يتم اصطناع أو اختلاق وقائع وأحداث تؤدى إلى الاحتكاك والتصادم
مع قوات الأمن أو ترويج دعاوى مضللة تؤدى إلى الهجوم على أقسام الشرطة أو
استغلال أحد الأخطاء أو التجاوزات الفردية من أفراد الشرطة وتضخيمها لإحداث
مزايدة من الفرقة والوقيعة مع الشعب، بالإضافة إلى زيادة حجم بعض
الترديدات الإعلامية والسياسية لدعاوى واتهامات غير حقيقية للشرطة، سواء
بالخيانة أو تعمد القصور والسلبية فى الإدارة وحماية عناصر الإجرام
والبلطجية، وهو ما كان يهدف بالقطع لغل يد الشرطة، وإضعاف معنوياتها
وارتعاش مواجهاتها بما يؤدى إلى إخراجها من المعادلة الأمنية بالشارع
المصرى.
وأكدت الداخلية أنه بالرغم من عدم استكمال أجهزة الشرطة لكافة معداتها
وآلياتها الأساسية ومنشآتها الشرطية التى تعرضت للتدمير والإتلاف، خاض رجال
الشرطة حربهم الشرسة ضد عناصر البلطجة ومثيرى الفوضى بروح المقاتل، وهو ما
حقق نجاحا نسبيا وارتفاعا فى مؤشرات الإدارة الأمنى خلال الفترة الماضية.
وشددت الداخلية أن قوات الشرطة التزمت بأقصى درجات الحكمة والصبر وضبط
النفس طوال فترة أحداث الأمس وحرصت على تنفيذ ما تعهدت به حتى اضطرت
للتعامل باستخدام الغاز المسيل للدموع عند محاولة اقتحام مديرية أمن
الجيزة، وهى إحدى الوسائل الدولة المقررة لإبعاد الحشود وتفريقهم ومنعهم من
عمليات التدمير والتخريب.
وناشدت وزارة الداخلية قادة الفكر والرأى الإعلام المصرى بتحمل مسئولياتهم
الوطنية تجاه مصر بحيادية وموضوعية تامة لكشف الأقنعة الزائفة والمضللة
التى تستهدف إحداث الفتنة والوقيعة الكبرى بين أبناء الشعب المصرى سواء كان
عمدا أو جهلا أو تحقيقا لأهداف وأجندات خاصة.
وشددت الداخلية أن أمن مصر مسئولية كل المصريين الشرفاء، وتؤكد وزارة
الداخلية أنه بالرغم من كافة تلك التحديات التى تهدف إلى إيقاف وتعطيل
المسيرة الأمنية التى يتطلع لها كافة جموع الشعب المصرى فإن رجال الشرطة
المصريين من أبناء هذا الشعب العظيم يؤكدون عزمهم على مواصلة العطاء وبذل
الغالى والنفيس من أجل تحقيق الأمن والاستقرار لشعب مصر العظيم.