(صنعاء) - قال القائم بأعمال الرئيس اليمني
الفريق عبدربه منصور هادي أمس، إن هناك بوادر اتفاق على “خطة جديدة” بين
السلطة والمعارضة لإنهاء الأزمة السياسية المستعصية في اليمن، في حين لقي
ما لا يقل عن 30 مسلحاً مصرعهم وأصيب آخرون جراء مواجهات عنيفة بين
المتمردين الحوثيين ومقاتلي حزب “الإصلاح” الإسلامي المعارض، بمحافظة الجوف
الشرقية. وفي سياق متصل بمساعي حل الأزمة السياسية في البلاد، التقى مساعد
الرئيس الأميركي لشؤون مكافحة الإرهاب جون برينان في صنعاء أمس، نجل
الرئيس اليمني العميد الركن أحمد علي صالح، قائد قوات الحرس الجمهوري
والقوات الخاصة في اليمن، وذلك بعد يوم من محادثات أجراها مع الرئيس علي
عبدالله صالح في مستشفى عسكري بالرياض. وبالتوازي، قصف قوات حكومية
الليلة قبل الماضية، مناطق سكنية شمالي العاصمة صنعاء، على خلفية تعرض
مواقع عسكرية لهجمات من قبل مسلحين معارضين للرئيس صالح، الذي يواجه منذ
مطلع العام الجاري أعنف حركة احتجاجية مناوئة له منذ توليه رئاسة البلاد
عام 1978. في وقت استمر فيه اعتصام المحتجين اليمنيين في ساحة التحرير
بصنعاء أمس، ليواصلوا تظاهرهم اليومي أملاً في إطاحة النظام الحاكم. وفي
تطور آخر، تعرضت خطوط نقل الكهرباء بين مأرب وصنعاء التي تصل سعتها إلى 400
كيلو فولت، لاعتداء تخريبي بإطلاق نار كثيف على الخطوط في المنطقة الواقعة
بمديرية نهم التابعة للعاصمة اليمنية، مما أدى إلى توقف محطة مأرب الغازية
عن العمل تماماً. وقال نائب الرئيس اليمني خلال استقباله بصنعاء
مساعد الرئيس الأميركي باراك أوباما لشؤون مكافحة الإرهاب، إن هناك “شبه
اتفاق” مع المعارضة بكل أطيافها، بمن فيهم المحتجون الشباب، على الحوار
بـ”أسلوب جاد وخطة جديدة” من أجل “تجنيب اليمن مآسي وويلات الحروب”، حسبما
أفادت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية “سبأ”. وكان عبدربه هادي عرض أمس
الأول، على سفراء دول خليجية وأجنبية خطة جديدة لإنهاء الأزمة السياسية في
البلاد.
ولفت هادي الذي يتولى منذ 4 يونيو الماضي مهام
الرئيس صالح الذي يتلقى العلاج في السعودية إثر إصابته بهجوم غامض في 3
يونيو الماضي، إلى معالجة الكثير من القضايا بين السلطة والمعارضة “وصولاً
إلى التهدئة الإعلامية والأمنية”. من جانبه، عبّر برينان الذي
زار صالح في الرياض أمس الأول، عن تقدير الإدارة الأميركية لجهود وأسلوب
نائب الرئيس اليمني في سبيل إنهاء الأزمة الراهنة في البلاد، معتبراً أن
الحوار والتعامل الإيجابي مع المبادرة الخليجية “الأسلوب الأمثل لصنع
السلام في اليمن”. وأشار إلى أنه لمس “تجاوباً كبيراً” من الرئيس صالح
لإنهاء الأزمة في اليمن، مؤكداً أن الولايات المتحدة “ستتعاون مع اليمن
بصورة أكبر”. وقال “نحن شركاء مع اليمن في الكثير من القضايا وفي
المقدمة محاربة الإرهاب الذي يمثله تنظيم (القاعدة)”. وفي لقائه بنجل
الرئيس صالح بحضور رئيس هيئة الأركان العامة بالجيش اليمني اللواء الركن
أحمد الأشول، استعرض برينان “التعاون المشترك بين البلدين والجيشين
الصديقين”، خصوصاً المرتبطة بـ”التدريب والتأهيل وتبادل الخبرات والمعلومات
العسكرية”. ... باقي المقال