في
مواجهات هي الأعنف منذ أسبوع, سقطت قذيفتان علي القصر الرئاسي بالعاصمة
اليمنية صنعاء أسفرتا عن إصابة الرئيس علي عبدالله صالح بجروح طفيفة في
رأسه ورئيس وزراء بجروح خطيرة.
وكذلك إصابة نائب رئيس الوزراء ورئيس البرلمان إضافة لمقتل نحو4 أفراد من
الحرس الرئاسي اليمني, فيما كشفت قناة الجزيرة الفضائية عن تعرض مسجد في
محيط قصر الرئاسة, مما أدي إلي إصابة عدد كبير من رواد المسجد أثناء صلاة
الجمعة.
وشهدت صنعاء معارك طاحنة بين القوات الحكومية ومسلحي قبيلة حاشد أكبر
القبائل اليمنية, واتسعت رقعة الاشتباكات إلي مناطق بجنوب العاصمة في الوقت
الذي أكد فيه شهود عيان أن سقوط قذائف علي القصر الرئاسي جاء ردا علي قصف
الأمن اليمني لمنزل زعيم قبيلة حاشد الشيخ صادق الأحمر في وقت مبكر أمس.
وتناقلت وسائل الإعلام أنباء عن مقتل الرئيس اليمني حيث قالت قناة
تلفزيونية تديرها المعارضة اليمنية إن علي عبد الله صالح قتل بعد هجوم علي
قصر الرئاسة, وهو ما نفاه ياسر اليماني العضو بارز في الحزب الحاكم والذي
أعلن عن ظهور الرئيس اليمني في مؤتمر صحفي لدحض الشائعات حول مقتله.
وأوضح شهود عيان أن المعارك أسفرت عن تدمير مقر الخطوط اليمنية المجاور
ومقرات قناة سهيل التليفزيونية الموالية لقبيلة الأحمر بعد أن اشتعلت فيها
النيران خلال المعارك, بينما بدأت موجة نزوح جماعية كبيرة لسكان العاصمة
إلي خارجها.
وفي السياق ذاته, نفي مكتب الشيخ صادق الأحمر شيخ مشايخ قبيلة حاشد أكبر
القبائل اليمنية ما وصفه بـ الأكاذيب التي تروجها وسائل الإعلام الرسمية
اليمنية بشأن استعادة القوات العسكرية والأمنية سيطرتها علي المؤسسات
والوزارات التي سيطر عليها أنصار الأحمر في منطقة الحصبة بصنعاء وما حولها.
كما فتحت قوات الأمن النار علي المتظاهرين بصنعاء لدعم مدينة تعز التي
شهدت مقتل أكثر من100 شخص خلال الأسبوع الماضي, فيما لم ترد أي تقارير عن
وقوع قتلي في ميدان التغيير حيث يعتصم المحتجون منذ عدة أشهر في صنعاء.
وأفادت تقديرات بأن المعارك العنيفة بين المستمرة بين الجانبين منذ نحو
عشرة أيام أسفرت عن مقتل أكثر من150 شخصا علي الأقل. وعلي الصعيد السياسي,
كشف قيادي بارز في المعارضة اليمنية, عن تحركات ومشاورات لتشكيل ائتلاف
وطني واسع لقوي الثورة والتغيير في اليمن سيتم الإعلان عن ولادته قريبا,
ويمكن أن يتمخض عنه تشكيل مجلس انتقالي عسكري علي غرار المجلس الذي تشكل في
ليبيا وحصل علي اعتراف إقليمي ودولي واسع. ومن جانبه, أكد الدكتور عبد
اللطيف الزياني الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية استمرار
دول المجلس في بذل كل الجهود من أجل مساعدة الأشقاء في اليمن للتوصل إلي حل
سلمي يوقف الاقتتال الدائر ويحقن الدماء.
وقال الزياني إن دول المجلس, وحرصا منها علي أمن واستقرار ووحدة اليمن,
سوف تواصل دعم ومساعدة الأشقاء اليمنيين لتحقيق تطلعاتهم وأمالهم, والعمل
معهم لتحقيق ما يرونه الأصلح لليمن وشعبه الشقيق.
وفي هذه الأثناء, أعلنت الرئاسة السنغالية ان الرئيس اليمني طلب من الرئيس
السنغالي عبدالله واد التدخل لحل الأزمة في البلاد. وذكر بيان الرئاسة
السنغالية إن الرئيس صالح اقترح وقفا لإطلاق النار تعقبه انتخابات في اليمن
لا يترشح فيها صالح. وجاء في البيان أن صالح طلب تدخل الرئيس واد لدي
فرنسا والولايات المتحدة والسعودية والامارات ولدي دول اخري من اجل توفير
شروط وقف اطلاق نار فوري ووضع برنامج انتخابات حرة وشفافة يتعهد صالح بقبول
نتائجها.
تكثيفا للضغوط علي صنعاء أعلن البيت الأبيض أن جون برينان مساعد الرئيس
الأمريكي باراك أوباما الإرهاب يزور الخليج حاليا سوف يعمل علي زيادة ضغط
الولايات المتحدة علي الرئيس اليمني كي يتخلي عن السلطة.
وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني أن جون برينان, أبرز مستشاري
أوباما لشئون مكافحة الإرهاب, يقوم حاليا بزيارة إلي السعودية والإمارات
تتركز علي الوضع الذي يتدهور في اليمن, وأضاف أن الدافع لهذه الزيارة هو
قلقنا حيال التطورات في اليمن.
وأوضح أن برينان يعمل مع حلفائنا في المنطقة لمعرفة ما يمكن فعله من أجل
إقناع الرئيس صالح باحترام تعهده بتوقيع الاتفاق والبدء فورا بنقل السلطة.