القمر
قال علماء إن التصادم والاندماج الذى حدث فى قديم الأزل بين قمرين كانا
يدوران حول الأرض يفسر السبب الذى يجعل القمر الحالى منبعجا نوعا ما وأن
جانبه البعيد عن الأرض يحتوى على صخور أكثر من الجانب الذى يواجه الأرض.
وتشير الأبحاث التى نشرت فى دورية (نيتشر) العلمية إلى أن القمر الحالى كان
يرافقه فى قديم الأزل قمر آخر أصغر يبلغ نحو واحد على ثلاثين من كتلته.
وكان القمران يدوران حول الأرض الواحد تلو الآخر قبل أكثر من أربعة مليارات
سنة، لكن اريك اسبوج وهو عالم كواكب فى جامعة كاليفورنيا بسانتا كروز قال
إنه مع دوران القمرين بعيدا عن الأرض تعرضا لتأثير اكبر من قوة الجاذبية
الشمسية مما أدى إلى اختلال مدارهما المشترك والتسبب فى وضعهما فى مسار
تصادمى.
وأضاف اسبوج أنه بعد نحو 100 مليون سنة من التعايش اصطدم القمر الأصغر فى
نهاية الأمر بالقمر الأكبر فى تصادم استمر لعدة ساعات وأدى إلى اندماج
الكتلتين.
ووقعت كل هذه الأحداث على بعد نحو 129 ألف كيلومتر فقط من الأرض أى نحو ثلث
المسافة الحالية من القمر والتى تبلغ نحو 400 ألف كيلومتر.
وخلص العلماء إلى أن هذا الاتحاد العنيف يفسر الكثير فيما يتعلق بالاختلاف
الواضح فى القمر الحالى بين جانبه الجبلى البعيد عن الأرض والجانب الآخر
القريب من الأرض والذى يحتوى على سهول شاسعة يمكن رؤيتها فى السماء ليلا من
على الأرض.
كما يفسر التصادم بين القمرين عدم اتساق شكل القمر نظرا لانبعاجه اكثر على
الجانب البعيد من الأرض وهى مسألة لم تكن تفسرها بشكل مقنع قوة المد
المنبعثة من الأرض.
كما يدلل على حدوث التصادم تنوع تركيبة قشرة القمر إذ يحتوى الجانب القريب
من الأرض على كميات اكبر بكثير من البوتاسيوم والمعادن النادرة والفوسفور.
وقال اسبوج أن هذه العناصر كانت متركزة فى المادة المنصهرة التى تمر بمرحلة
تبريد تحت سطح القمر والتى تناثرت على الجانب الآخر نتيجة شدة التصادم.