من أصول عقيدة أهل السنة والجماعة
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين هدانا للإسلام، وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلَا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ .
ونسأله سبحانه أن يثبتنا عليه إلى الوفاة كما قال تعالى : يَاأَيُّهَا
الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ
إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ .
وأن لا يزيغ قلوبنا بعد إذ هدانا : رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا .
وصلى الله وسلم على نبينا وقدوتنا وحبيبنا محمد رسول الله الذي بعثه رحمة
للعالمين ورضي الله عن أصحابه البررة الأطهار المهاجرين منهم والأنصار .
ومن تبعهم بإحسان ما تعاقب الليل والنهار ، وبعد :
فهذه كلمات مختصرة في بيان عقيدة أهل السنة والجماعة دعا إلى كتابتها ما
تعيشه الأمة الإسلامية اليوم من تفرق واختلاف يتمثلان في كثرة الفرق
المعاصرة والجماعات المختلفة ، كل يدعو إلى نحلته ويزكي جماعته ، حتى أصبح
المسلم الجاهل في حيرة من أمره من يتبع ؟ وبمن يقتدي ؟ وأصبح الكافر الذي
يريد أن يسلم لا يدري ما هو الإسلام الصحيح الذي قرأ وسمع عنه . الإسلام
الذي هدى إليه القرآن وسنة النبي - صلى الله عليه وسلم - الإسلام الذي
مثلته حياة الصحابة الكرام وانتهجته القرون المفضلة . وإنما يرى الإسلام
الغالب بدون مسمى - كما قال أحد المستشرقين : الإسلام محجوب يعني :
المنتسبين إليه بدون اتصاف بحقيقته - لا نقول الإسلام بالكلية ؛ لأن الله
سبحانه ضمن بقاءه : ببقاء كتابه كما
قال تعالى : إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ .
وببقاء جماعة من المسلمين تقوم على تطبيقه وحفظه والدفاع عنه .
قال تعالى : يَاأَيُّهَا الَّذِينَ
آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ
بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ
أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا
يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ .
وقال تعالى : وَإِنْ تَتَوَلَّوْا
يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ .
نعم هي الجماعة التي قال عنها الرسول - صلى الله عليه وسلم - : لا تزال
طائفة من أمتي على الحق ظاهرين لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم حتى يأتي
أمر الله تبارك وتعالى وهم على ذلك .
ومن هنا يجب علينا التعرف على هذه الجماعة المباركة التي تمثل الإسلام
الصحيح - جعلنا الله منها - ليعرفها من يريد التعرف على الإسلام الصحيح
وعلى أهله الحقيقيين ليقتدي بهم ويسير في ركابهم ولينضم إليها من يريد
الدخول في الإسلام من الكفار .
تابعون ان شاء الله تعالى