قالت جماعة نشطاء إن سبعة مدنيين سوريين على الاقل قتلوا يوم الاحد
عندما قصفت القوات السورية بلدة تلكلخ بالقرب من الحدود اللبنانية لاخماد
انتفاضة مؤيدة للديمقراطية.
وتواجه البلدة التي تقع على بعد بضعة كيلومترات من الحدود الشمالية
للبنان احدث الحملات الامنية المكثفة التي تقوم بها القوات السورية لاخماد
المظاهرات التي تطالب بسقوط نظام الرئيس السوري بشار الاسد.
وقالت جماعة لجان التنسيق المحلية في بيان ان قصف بلدة تل كلخ تركز
على أحياء البرج وغليون والسوق والمحطة مضيفة أنه كان من الصعب توفير
العلاج للجرعى بسبب اغلاق قوات الامن للمستشفى الرئيسي وكذا كان الطريق
الرئيس للبنان مغلقا.
وفر المئات عبر الحدود مع لبنان يوم السبت حيث قال ناشطون ان ثلاثة
من سكان تلكلخ قتلوا في اطلاق نار عندما حضرت القوات السورية لسحق
المحتجين. وقال مسؤول امني لبناني يوم الاحد ان السلطات اللبنانية زادت من
دورياتها الامنية على الحدود لمنع اي محاولات عبور غير شرعية.
وقال أحد سكان الفارين من البلدة للتلفزيون اللبناني ان موالين
للاسد يشهرون الاسلحة البيضاء والمعروفين باسم "الشبيحة" كانوا برفقة الجيش
وقوات الشرطة في حملتهم على احياء المدينة.
وتحظر سوريا بشكل كبير وسائل الاعلام الخارجية من العمل الامر الذي
يجعل من الصعب التحقق من مصداقية الروايات من مصدر مستقل او الحصول على
روايات رسمية.
وحاول الاسد ممارسة سياسة تخلط بين الاعلان عن مبادرات اصلاحية
وتشديد القمع الامني ضد الاحتجاجات التي اندلعت ضد حكمه المستمر منذ 11
عاما وبدأت في مدينة درعا الجنوبية قبل شهرين مستلهمة انتفاضات شعبية
مشابهة في انحاء العالم العربي.
واستنكرت الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي الحملة الامنية التي
يشنها الاسد والتي تقول جماعات حقوقية ان 700 شخص قتلوا خلالها على ايدي
قوات الامن وفرضت عقوبات على مسؤولين سوريين.
ورفع الاسد حالة الطوارئ المفروضة على سوريا منذ 48 عاما لكنه في
نفس الوقت نشر قوات من الجيش في المدن التي تشهد احتجاجات. ورغم مرور
ثمانية اسابيع على بدء الاحتجاجات لم يتمكن أي طرف من تحقيق الانتصار على
الاخر لكن الحكومة اعلنت يوم الجمعة عن بدء حوار وطني
وقالت امرأة فرت من سوريا الى لبنان لقناة تلفزيون الجزيرة ان السلطات السورية تقول انها تريد الحوار لكنها تتحاور بالدبابات.
ويقول مسؤولون ان الجيش انتشر لمواجهة "جماعات ارهابية مسلحة"
يدعمها الاسلاميون ودول خارجية وقالوا ان هذه الجماعات هي المسؤولة عن معظم
اعمال العنف التي قتل خلالها نحو 120 جنديا من الشرطة والجيش.
وانتشرت قوات الجيش تدعمها مدرعات في مدن وبلدات في انحاء سهل حوران
الجنوبي وفي محافظة حمص بوسط سوريا وفي مناطق على ساحل البحر المتوسط.
وأحكمت قوات الامن قبضتها على دمشق وضواحيها.
وفي حدث نادر على الحدود السورية مع اسرائيل قال التلفزيون الحكومي
السوري ان القوات الاسرائيلية قتلت اربعة سوريين كانوا يشاركون في مسيرة
معارضة لاسرائيل على الجانب السوري من مرتفعات الجولان المحتلة يوم الاحد.
وعزز الاسد منذ وصوله الى السلطة خلفا لوالده الرئيس الراحل حافظ
الاسد الذي توفي عام 2000 من تحالف سوريا مع ايران وواصل دعم سوريا لجماعتي
حماس وحزب الله واجرى في الوقت نفسه محادثات سلام غير مباشرة مع اسرائيل
مع حفاظه على الهدوء على جبهة الجولان.
وقال محمد الدندشي الذي يقيم في تلكلخ في محادثة هاتفية انه احصى
اصوات 85 قذيفة دبابات منذ يوم السبت. واضاف الدندشي الذي كان يتحدث على
وقع اطلاق النار "يبدو ان القذائف عشوائية ولا تستهدف حيا بعينه."
واضاف ان نحو 20 شخصا شوهدوا على سطح احد المستشفيات وقال "انهم يعاقبوننا على تظاهرنا ضد النظام."
وتوفيت امرأة في تلكلخ متأثرة بجروحها يوم الاحد مما يرفع عدد القتلى هناك جراء العنف الى أربعة خلال اليومين الماضيين.
ويقول ناشطون ودبلوماسيون ان السلطات القت القبض على 7000 شخص منذ
اندلاع الاحتجاجات. وتقول السلطات ان الالاف سلموا انفسهم واطلق سراحهم
وفقا لعفو انتهى امده يوم الاحد.
ال المرصد السوري لحقوق الانسان ان الزعيم المعارض رياض سيف الذي اعتقل
في وقت سابق هذا الشهر قد اطلق سراحه يوم الاحد واضاف ان الاف المعتقلين
السياسيين ما زالوا في السجون.
وفي اول بيان منذ اندلاع الاحتجاجات قال 12 حزبا كرديا ان على السلطات ان تتوقف عن استخدام العنف ضد المحتجين سلميا.
وقالت الاحزاب الكردية الرئيسية في سوريا ان على السلطات ان تتخذ
خطوات جدية لانهاء القمع ونقل سوريا الى الديمقراطية لحل الازمة السياسية
في البلاد وهو ما يعني انضمام هذه الاحزاب الى مطالب المعارضة السورية.
وقال البيان ان سوريا تشهد صحوة وأن الحركة الوطنية من أجل التغيير الديمقراطي تدعو الى اصلاح اساسي لانهاء القمع وحكم الحزب الواحد.
من ناحية اخرى فضت جماعة النشطاء الرئيسية التي تنسق المظاهرات ضد
حكم الرئيس السوري بشار الاسد يوم الاحد المشاركة في "حوار وطني" دعت اليه
السلطات وقالت انه يتعين على هذه السلطات أولا وقف قتل المحتجين بالرصاص.
وقالت لجان التنسيق المحلية في بيان ارسل الى رويترز ان المظاهرات
السلمية والعصيان المدني سيستمر ومن غير المقبول أخلاقيا وسياسيا أن يكون
هناك حوار وطني قبل وقف كافة أنواع القتل والعنف ضد المحتجين المسالمين
ورفع الحصار عن المدن السورية والافراج عن جميع السجناء السياسيين