أنــوآع السُجود
السجود على ضربين: واجب، ومندوب .
فالواجب أربعة أنـوآع :
الأول سُجود الصلآة :
وَ يُعتبر جزءاً منها بل ركناً من أركانها الاَساسية فلا يجوز تركه بأي شكل كان سواء كانت الصلاة واجبة أو مندوبة ؛
لاَنّه لا تتم الصلاة إلاّ بوجوده واتيانه وفق ما جاء في الشرع .
الثاني سُجود قضاء مافاته من سجدات الصلاة ناسيًا :
في حالة نسيان المصلي لبعض السجدات بحيث فات محلّها ولا يمكن تداركها في الصلاة،
فيجب قضاؤها بعد الصلاة مباشرة وبدون أن تكون فاصلة بين الصلاة وبين أدائها.
الثالث سجود السهُو في الصلاة :
وهو عبارة عن أداء سجدتي السهو لجبران ما سها به المصلي أثناء صلاته وسنبيّن تفصيل ذلك.
مواضع سُجود السهو :
تجب سجدتي السهو في ستة مواضع وهي:
1 ـ إذا تكلّم في الصلاة ناسياً (سهواً) أو الظن بأن صلاته قد تمت.
عن عبدالرحمن بن الحجاج قال: سألت أبا عبدالله الصادق عليه السلام عن الرجل يتكلم ناسياً في الصلاة يقول:
أقيموا صفوفكم، فقال عليه السلام: « يتم صلاته ثم يسجد سجدتين، فقلت: سجدتي السهو قبل التسليم هما أو بعده؟
قال عليه السلام: بعده » .
2 ـ إذا ترك سجدة واحدة ولم يتذكر حتى يركع أو يتشهّد ويسلّم في الثانية ,
قضى السجدة المنسية بعد التسليم ويسجد سجدتي السهو .
3 ـ إذا ترك التشهّد الاَول ولم يتذكر حتى ركع في الثالثة، قضى التشهّد المنسي بعد التسليم وسجد سجدتي السهو.
عن سليمان بن خالد قال: سألت أبا عبدالله الصادق عليه السلام عن رجل نسي أن يجلس في الركعتين الاَوليتين؟
فقال عليه السلام:
« إذا ذكر قبل أن يركع فليجلس، وإن لم يذكر حتى يركع فليتم الصلاة حتى إذا فرغ وسلّم فليسجد سجدتي السهو » .
4 ـ إذا سلّم في غير موضعه، كما لو سلّم في الركعة الثانية من الصلاة الرباعية سهواً ,
أتم صلاته ثم يسجد سجدتي السهو .
5 ـ إذا شكّ بين الاَربع والخمس وهو جالس: تشهّد وسلّم وسجد سجدتي السهو.
روى عبيدالله بن علي الحلبي عن أبي عبدالله الصادق عليه السلام أنّه قال:
«إذا لم تدرِ أربعاً صليت أم خمساً أم نقصت أم زدت فتشهّد وسلّم
واسجد سجدتي السهو بغير ركوع ولا قراءة وتشهّد فيهما تشهّداً خفيفاً » .
روى سفيان بن السمط عن الاِمام الصادق عليه السلام أنّه قال:
«تسجد سجدتي السهو في كلِّ زيادة تدخل عليك أو نقصان » .
صفة سُجود السهُو :
تجب المبادرة إلى أداء سجدتي السهو في حال وجوبهما بعد الانصراف من الصلاة
أي بعد التسليم مباشرة وقبل صدور ما ينافيها من الاَقوال والاَفعال ومن تعمد تأخيرها عُدَّ عاصياً.
فقد روى عبدالله بن ميمون القداح عن الاِمام جعفر بن محمد عن أبيه عن الاِمام علي عليهم السلام أنّه قال:
« سجدتا السهو بعد التسليم وقبل الكلام » .
وأما لو نسي أداءها فيجب عليه السجود متى ذكرها ـ وإن مضت أيام، ولا يجب إعادة الصلاة ـ،
لرواية عمار بن موسى الساباطي عن الاِمام الصادق عليه السلام
وهو يسأل عن الرجل إذا سها في صلاة فينسى أن يسجد سجدتي السهو؟
قال عليه السلام: « يسجدها متى ذكر » .
الرابع سجود العزآئم :
وَ يسمى عادة سجود التلاوة وهو سجود واجب كهيئة سجود الصلاة
يؤدى في أربعة مواضع من القرآن الكريم وهي:
1 ـ سورة السجدة الآية: 5.
2 ـ سورة فصلت الآية: 37.
3 ـ سورة النجم الآية: 62.
4 ـ سورة العلق الآية: 19.
حُكم سُجود التلاوة :
يجب على المستمع لها بل على السامع ـ عند الكثير من الفقهاء احتياطاً ـ أينما كان
أن يسجد إذا لم يكن في حال الصلاة، أو كان في حال يتعذر عليه أداء السجود المتعارف، ان يومئ إلى السجود.
قالوا : وليس في سجود التلاوة تكبيرة افتتاح ولا تشهّد ولا تسليم، بل يستحب التكبير للرفع منه بعد أدائه.
وقالوا: ولا يشترط فيه الطهارة من الحدث ولا من الخبث ولا الاستقبال ولا طهارة محل السجود
ولا الستر ولا صفات الساتر، بل يصح حتى على المغصوب، إذا لم يكن السجود تصرفاً فيه.
ولا يشترط فيه مراعاة وضع الاَعضاء السبعة، أو وضع الجبهة على الاَرض أو مافي حكمها. ويكفي فيه مسمى السجود.
ويشترط فيه النية، واباحة المكان. أما الذكر فلا يجب فيه ذكر خاص. ويستحب فيه الذكر الواجب في سجود الصلاة.
وجوب أداء السجدة فوري فلا يجوز التهاون بها وتأخيرها،
ويتكرر السجود مع تكرر السبب، ويكفي في التعدد رفع الجبهة ثم وضعها من دون رفع بقية المساجد والجلوس .
المندُوب من السجود وهيَ خمسة عشر سجدة :
1 ـ سجدة الفصل بين الاَذان والاِقامة.
2 ـ سجدة الشكر، وسيأتي تفصيلها لاحقًا .
3 ـ سجدة المتابعة للاِمام، ومعناها أنّه إذا رأى الاِمام رافعاً رأسه من الركوع أو السجود وأراد الدخول معه في الصلاة،
سجد، فإذا رفع الاِمام رأسه، رفع هو رأسه وقام فاستقبل الصلاة.
4 ـ السجود لمن دخل المسجد الحرام إذا قرب من الحجر الاَسود، وسجدات التلاوة ما عدا العزائم الاَربع
وهي إحدى عشر سجدة.
5 ـ سجدة آخر سورة الاَعراف، وهي قوله تعالى:
( إنّ الَّذينَ عند ربك لا يستكبرون عن عبادته ويسبحونه وله يسجدون ) .
6 ـ سجدة سورة الرعد وهي قوله تعالى: ( ولله يسجد من في السموات والاَرض طوعاً وكرهاً وظلالهم بالغدو والآصال )
7 ـ سجدة سورة النحل وهي قوله تعالى:
( ولله يسجد ما في السموات وما في الاَرض من دابة والملائكة وهم لا يستكبرون ) .
8 ـ سجدة سورة بني اسرائيل (الاسراء) وهي قوله تعالى:
( قُلْ آمنوا به أو لا تؤمنوا إنّ الذين أوتوا العلم من قبلهِ إذا يُتلى عليهم يخرّون للاَذقان سُجداً ) .
9 ـ سجدة سورة مريم عليها السلام وهي قوله تعالى: (... إذا تُتلى عليهم آيات الرحمن خروا سجّداً وبُكيّاً ) .
في سورة الحج سجدتان:
10 ـ السجدة الاُولى من سورة الحج وهي قوله تعالى:
(ألم ترَ أنَّ الله يَسجُدُ لهُ من في السموات ومن في الاَرض والشمس والقمر والنجوم والشجر والدواب وكثير من الناس... ) .
11 ـ السجدة الثانية من سورة الحج وهي قوله تعالى:
( يا أيُّها الذين آمنوا اركعوا واسجدوا واعبدوا ربّكم وافعلوا الخير لعلّكم تفلحون ) .
12 ـ سجدة سورة الفرقان وهي قوله تعالى:
(وإذا قيل لهم اسجدوا للرحمن قالوا وما الرحمن أنسجد لما تأمرنا وزادهم نفورا ) .
13 ـ سجدة سورة النمل وهي قوله تعالى:
(ألاّ يسجدوا لله الذي يُخرج الخبْءَ في السموات والاَرض ويعلم ما تخفون وما تعلنون *
الله لا إله إلاّ هو ربُّ العرش العظيم ) .
14 ـ سجدة سورة ص وهي قوله تعالى: (... وخرَّ راكعاً وأناب ) .
15 ـ سجدة سورة الانشقاق وهي قوله تعالى: ( وإذا قُرئ عليهم القرآن لا يسجدون ) .
الخامس سجُود الشُكر :
صفة سجُود الشُكرْ :
سجود الشكر مثل سجود الصلاة ، ومثل سجود السهو ومثل سجود التلاوة ، سجدة واحدة ، يقول فيها:
سبحان ربي الأعلى ، سبحان ربي الأعلى ، يحمد الله ويثني عليه ويشكره على ما من عليه من صحة
أو ولد أو نصر للإسلام وفتح على المسلمين ، أو نحو ذلك مما يسره أو يسر المسلمين ،
النبي - صلى الله عليه وسلم - سجد لله للشكر، وهكذا الصديق - رضي الله عنه - لما جاءه فتح اليمامة ،
ومقتل مسيلمة الكذاب سجد لله شكرا .
والصحيح أنه يجوز ولو كان الساجد على غير طهارة إذا جاءه الخبر السار سجد وإن كان على غير طهارة
وهكذا سجود التلاوة من جنس سجود الشكر سجدة واحدة عند تلاوة الآيات التي فيها السجود ولو كان على غير طهارة
في أصح قولي العلماء ، يقول فيه مثل ما يقول في سجود الصلاة , سجود التلاوة ، سجود الشكر ، سجود السهو
كله يقال فيه ما يقال في سجود الصلاة : سبحان ربي الأعلى سبحان ربي الأعلى ، سبحانك اللهم ربنا وبحمدك اللهم اغفر لي .
سبوح قدوس رب الملائكة والروح . ويدعو فيه بما يسر الله من الدعوات الطيبة ،
ويشكر الله في سجود الشكر زيادة يشكر الله على النعمة التي بلغته، ويقول في السجود أيضا اللهم لك سجدت
وبك آمنت ولك أسلمت ، سجد وجهي للذي خلقه وصوره وشق سمعه وبصره بحولته وقوته تبارك الله أحسن الخالقين .
يقال هذا في سجود الصلاة وسجود التلاوة وسجود الشكر مع سبحان ربي الأعلى ،
لا بد من كلمة سبحان ربي الأعلى ولو مرة ولو كررها ثلاثا أو خمسا كان أفضل وأولى في جميع أنواع السجود ,
سجود التلاوة ، سجود الشكر، سجود الصلاة، سجود السهو.
من فوآئد سجدة الشُكر :
إنّ لسجدة الشكر فوائد وعطاءات جمّة تشتمل على غاية ما يصبو إليه الاِنسان المؤمن من خير الدنيا والآخرة،
كزيادة النعمة،
وتوفيق الطاعة، واستجابة الدعاء فيها، زيادة على ما يكتبه الله عزَّ وجلَّ من حسنات وما يمحوه من سيئات
كما هو واضح من كلام أهل البيت عليهم السلام.
فأجاب عليه السلام: « إنّ معناها أنّ هذه السجدة هي شكر مني لله تعالى على أن وفقني لاَن قمت بخدمته وأديت فرضه،
وشكر الله يوجب زيادة النعمة وتوفيق الطاعة، وإذا كان قد بقي في الصلاة تقصير ولم تتم بالنوافل أتمّتها هذه السجدة » .
وعن جهم بن أبي جهم، قال: رأيت أبا الحسن موسى بن جعفر عليه السلام وقد سجد بعد الثلاث الركعات
من المغرب فقلت له: جعلت فداك، رأيتك سجدت بعد الثلاث ركعات، فقال عليه السلام:
« ورأيتني؟ فقلت : نعم، قال عليه السلام: فلا تدعها، فإنّ الدعاء فيها مستجاب » .
وعن الاِمام أبي عبدالله الصادق عليه السلام أنّه قال:
« من سجد لله سجدة الشكر وهو متوضئ كتب الله له بها عشر صلوات،
ومحا عنه عشر خطيئات عظام ، ورفع له عشر درجات في الجنان » .
* أحببتُ أن أعرف أكثر عن أنوآع السجود وأحكآمه وَ وجدت الفآئدة
أتمنآهآ لكم أيضًا