وقفة مع النفس
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله تعالى من شرور أنفسنا
وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادى له .
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله
وصفيه من خلقه وخليله ، أدى الأمانة وبلغ الرسالة ونصح للأمة فكشف
الله به الغمة وجاهد فى الله حق جهاده حتى أتاه اليقين ، فاللهم اجزه
عنا خير ما جزيت نبياً عن أمته ورسولاً عن دعوته ورسالته .
وصلى اللهم وسلم وزد وبارك عليه وعلى آله وأصحابه وأحبابه
وأتباعه وعلى كل من اهتدى بهديه واستن بسنته واقتفى أثره إلى يوم الدين .
فها هى الأيام تمر والأشهر تجرى وراءها تسحب معها السنين ،
وتجر خلفها الأعمار وتطوى حياة جيل بعد جيل ، وبعدها سيقف
الجميع بين يدى الملك الجليل ليسألنا عن الكثير والقليل مصداقاً
لقوله سبحانه
[ فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ . وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَهُ ]
[الزلزلة:7-8]
من نفيس ما قاله لقمان الحكيم لولده :
أى بنى إنك من يوم أن نزلت إلى الدنيا قد استدبرت الدنيا
واستقبلت الآخرة !! فأنت إلى دار تقبل عليها أقرب من دار تبتعد عنها .
وكان تَوْبةُ بن الصَّمَّة رحمه الله تعالى من أشد الناس محاسبة لنفسه
فلما بلغ الستين من عمره تقريباً . عد أيام سنواته التى مضت
فوجدها تزيد على واحد وعشرين ألف يوم
.فصرخ وقال : يا ويلاه .. يا ويلاه !!
ألقى ربى بواحد وعشرين ألف ذنب فكيف وفى كل يوم آلاف الذنوب؟!!
والناس صنفان :
صنف حاسب نفسه وانتصر عليها وقهرها وجعلها مطية إلى الجنة !!
وصنف ظفرت به نفسه وانتصرت عليه نفسه وآمرته
بالشهوات والنزوات فامتثل أمرها فقادته إلى النار !!
قال تعالى :
. فَأَمَّا مَنْ طَغَى وَآثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَى
وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى
[النازعـات:37-41] .
وقال تعالى :
وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا . فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا . وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا
[الشمس:7 –10]
فأحببت أن يقف كل واحد منا مع نفسه وقفة صدق ليحاسبها الآن
حساب الشريك الشحيح قبل أن يُحاسب بين يدى الله جل وعلا يوم القيامة .
(وقفة مع النفس)
أولاً : النفس فى القرآن الكريم
ثانياً: محاسبة النفس
ثالثاً : مشقة الحساب يوم القيامة
رابعا : أفق يا سابحاً فى بحار الغمرات !!
أولا : (النفس فى القرآن)
لقد وصف الله النفس فى القرآن بثلاث صفات وهى
النفس المطمئنة ، والنفس اللوامة، والنفس الأمارة بالسوء .
قال تعالى
فى حق النفس المطمئنة : يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ
. ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً . فَادْخُلِي فِي عِبَادِي ,وَادْخُلِي جَنَّتِي
[الفجر:27-30]
...والنفس المطمئنة هى التى اطمأنت بالرضا بالله
ربا وبالإسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا ورسولا .
هى النفس التى اطمأنت إلى أمر الله ونهيه . هى النفس التى اطمأنت
إلى وعد الله وخافت من وعيده . هى النفس التى اطمأنت
بذكر الله وعبادته وعبوديته .هى النفس التى اشتاقت لربها جلَّ وعلا .
والنفس اللوامة هى النفس التى قال الله فى حقها بل وأقسم بها فى
قوله..
.[ أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ وَلا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ أَيَحْسَبُ الْأِنْسَانُ أَلَّنْ نَجْمَعَ عِظَامَهُ ]
[القيامة:1-3]
والنفس اللوامة هى التى تلوم صاحبها على الخير والشر
.تلوم صاحبها على الخير لماذا لم تكثر منه ؟!
تلوم صاحبها على الشر لماذا وقعت فيه ؟!
قال الحسن : إن المؤمن والله ما تراه إلا يلوم نفسه فى كل حالاته
، أما الفاجر فإنه يمضى قدماً لا يعاتب نفسه !!
فالمؤمن يحاسب نفسه ويعاتب نفسه . أما الآخر فيرى
نفسه فى أعلى عليين وفى أكمل درجات التمام والكمال .
أما النفس الأمارة بالسوء فهى التى قال فيها إِنَّ النَّفْسَ
لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّي إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ
[يوسف: 53]
وهذه النفس هى التى تأمر صاحبها بالشر والمعصية
دوماً !! وتريد أن تخرجه من طريق الهداية إلى طريق الغواية والضلال !!
هـذه النفس إن أهملها صاحبها وأهمل حسابها قادته إلى الهلاك
والخسران فى الدنيا والآخرة . وإن استعان بالله جل وعلا ووقف لها
بالمرصاد وحاسبها محاسبة الشريك الشحيح قادته إلى الفلاح فى الدنيا والآخرة .
تابع البقية باذن الله
وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادى له .
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله
وصفيه من خلقه وخليله ، أدى الأمانة وبلغ الرسالة ونصح للأمة فكشف
الله به الغمة وجاهد فى الله حق جهاده حتى أتاه اليقين ، فاللهم اجزه
عنا خير ما جزيت نبياً عن أمته ورسولاً عن دعوته ورسالته .
وصلى اللهم وسلم وزد وبارك عليه وعلى آله وأصحابه وأحبابه
وأتباعه وعلى كل من اهتدى بهديه واستن بسنته واقتفى أثره إلى يوم الدين .
فها هى الأيام تمر والأشهر تجرى وراءها تسحب معها السنين ،
وتجر خلفها الأعمار وتطوى حياة جيل بعد جيل ، وبعدها سيقف
الجميع بين يدى الملك الجليل ليسألنا عن الكثير والقليل مصداقاً
لقوله سبحانه
[ فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ . وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَهُ ]
[الزلزلة:7-8]
من نفيس ما قاله لقمان الحكيم لولده :
أى بنى إنك من يوم أن نزلت إلى الدنيا قد استدبرت الدنيا
واستقبلت الآخرة !! فأنت إلى دار تقبل عليها أقرب من دار تبتعد عنها .
وكان تَوْبةُ بن الصَّمَّة رحمه الله تعالى من أشد الناس محاسبة لنفسه
فلما بلغ الستين من عمره تقريباً . عد أيام سنواته التى مضت
فوجدها تزيد على واحد وعشرين ألف يوم
.فصرخ وقال : يا ويلاه .. يا ويلاه !!
ألقى ربى بواحد وعشرين ألف ذنب فكيف وفى كل يوم آلاف الذنوب؟!!
والناس صنفان :
صنف حاسب نفسه وانتصر عليها وقهرها وجعلها مطية إلى الجنة !!
وصنف ظفرت به نفسه وانتصرت عليه نفسه وآمرته
بالشهوات والنزوات فامتثل أمرها فقادته إلى النار !!
قال تعالى :
. فَأَمَّا مَنْ طَغَى وَآثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَى
وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى
[النازعـات:37-41] .
وقال تعالى :
وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا . فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا . وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا
[الشمس:7 –10]
فأحببت أن يقف كل واحد منا مع نفسه وقفة صدق ليحاسبها الآن
حساب الشريك الشحيح قبل أن يُحاسب بين يدى الله جل وعلا يوم القيامة .
(وقفة مع النفس)
أولاً : النفس فى القرآن الكريم
ثانياً: محاسبة النفس
ثالثاً : مشقة الحساب يوم القيامة
رابعا : أفق يا سابحاً فى بحار الغمرات !!
أولا : (النفس فى القرآن)
لقد وصف الله النفس فى القرآن بثلاث صفات وهى
النفس المطمئنة ، والنفس اللوامة، والنفس الأمارة بالسوء .
قال تعالى
فى حق النفس المطمئنة : يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ
. ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً . فَادْخُلِي فِي عِبَادِي ,وَادْخُلِي جَنَّتِي
[الفجر:27-30]
...والنفس المطمئنة هى التى اطمأنت بالرضا بالله
ربا وبالإسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا ورسولا .
هى النفس التى اطمأنت إلى أمر الله ونهيه . هى النفس التى اطمأنت
إلى وعد الله وخافت من وعيده . هى النفس التى اطمأنت
بذكر الله وعبادته وعبوديته .هى النفس التى اشتاقت لربها جلَّ وعلا .
والنفس اللوامة هى النفس التى قال الله فى حقها بل وأقسم بها فى
قوله..
.[ أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ وَلا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ أَيَحْسَبُ الْأِنْسَانُ أَلَّنْ نَجْمَعَ عِظَامَهُ ]
[القيامة:1-3]
والنفس اللوامة هى التى تلوم صاحبها على الخير والشر
.تلوم صاحبها على الخير لماذا لم تكثر منه ؟!
تلوم صاحبها على الشر لماذا وقعت فيه ؟!
قال الحسن : إن المؤمن والله ما تراه إلا يلوم نفسه فى كل حالاته
، أما الفاجر فإنه يمضى قدماً لا يعاتب نفسه !!
فالمؤمن يحاسب نفسه ويعاتب نفسه . أما الآخر فيرى
نفسه فى أعلى عليين وفى أكمل درجات التمام والكمال .
أما النفس الأمارة بالسوء فهى التى قال فيها إِنَّ النَّفْسَ
لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّي إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ
[يوسف: 53]
وهذه النفس هى التى تأمر صاحبها بالشر والمعصية
دوماً !! وتريد أن تخرجه من طريق الهداية إلى طريق الغواية والضلال !!
هـذه النفس إن أهملها صاحبها وأهمل حسابها قادته إلى الهلاك
والخسران فى الدنيا والآخرة . وإن استعان بالله جل وعلا ووقف لها
بالمرصاد وحاسبها محاسبة الشريك الشحيح قادته إلى الفلاح فى الدنيا والآخرة .
تابع البقية باذن الله