أليس الله بكاف عبده
....
إرض بكفاية الله يكفك عن كل كافية، فإنه غالب على أمره
ولا يغلبه أحد، وتوكل عليه فإنه حي لا يموت ، وسواه ميت .
أما كفي إبراهيم الخليل وقد ألقي في النار فصيرها له برداً وسلاماً؟
أما أنجي نوحاً من الطوفان يوم صارت الأرض كوكباً في بحر الماء؟
أما شق البحر لموسى ودمر عدوه وفجر له الصخر بالماء العذب؟
أما حملا رسولنا صلي الله عليه وسلم في كل معترك، أما أنقذه من الويلات؟
أما نجاه من الاغتيالات ، أما نصره في الغزوات، أما آنس قلبه من الوحشة
، وثبت فؤاده في الهول ، وشد أزره في النازلات؟
من الذي دعاه فما لباه؟
من الذي اطرح على عتباته فما أجاب دعواه؟
من الذي سأله فما أعطاه؟
من الذي لجأ إليه فما كفاه؟
يَسْأَلُهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ
يغني ويفقر، يحيي ويميت ، يولي ويعزل، يملك ويخلع، يمرض ويشافي، يبتلي ويعافي.
النواصي بيده ، والمقاليد في قبضته، والخلائق في تصرفه.
الجأ إليه إذا دهتك مهمة واقصد جناب الواحد القهار
واعلم بأن الله جل جلاله هو كاتب الأرزاق والأقدار
بالله عليك يا مسلم أن تقرع بابه وأن تقصد جنابه، وأن تتدبر كتابه،
وأن تصاحب أحبابه، عندها سوف تجد اليسر والفلاح وتغنم الأجر والنجاح:
( كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ لَهُ الْحُكْمُ وَإليه تُرْجَعُونَ).