المجلس
العسكري أعربت إسرائيل عن قلقها من احتمال انزلاق مصر إلى الفوضى ووصول
الإسلاميون إلى السلطة، كما تواصلت الاحتجاجات ووصلت حصيلة القتلى إلى 30
شخصا
في
أولى ردود الفعل الدولية على الخطاب الذي وجهه المشير حسين طنطاوي، رئيس
المجلس الأعلى للقوات المسلحة الحاكم في مصر، رحبت واشنطن بما وصفته
ب"التطمينات" بإجراء انتخابات رئاسية العام المقبل وتسليم السلطة إلى
المدنيين. ولكنها أعربت في الوقت نفسه عن قلقها من العنف الذي تعرض له
المتظاهرون المطالبون بإنهاء الحكم العسكري في البلاد. وفي سياق متصل قالت
المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية فيكتوريا نولاند:"ندين الاستخدام المفرط
للقوة من جانب الشرطة وندعو الحكومة المصرية بقوة إلى التحلي بأقصى درجات
ضبط النفس لتحقيق انضباط قواتها ولحماية حقوق جميع المصريين في التعبير عن
أنفسهم سلميا". كما دعت السلطات المصرية إلى كبح جماح قوات الأمن والسماح
بالتظاهر السلمي.
وكان
المجلس العسكري، الذي يتولى شؤون الحكم في مصر منذ الإطاحة بالرئيس السابق
حسني مبارك في شباط/فبراير، قد وعد أمس الثلاثاء بإجراء انتخابات رئاسية
قبل نهاية حزيران/يونيو 2012 واستفتاء محتمل حول نقل السلطة.
[b]إسرائيل تخشى من وصول الإسلاميين إلى الحكم
من
جهته، أعرب وزير الجبهة الداخلية الإسرائيلي ماتان فيلنائي اليوم الأربعاء
(23 نوفمبر / تشرين الثاني) عن أمله في أن يتفادى رئيس المجلس العسكري
وقوع مصر في "فوضى عامة". وقال فيلنائي متحدثا إلى الإذاعة العسكرية
الإسرائيلية إن "الوضع (في مصر) مقلق وحساس وغير واضح. وطنطاوي يحاول تجنب
الفوضى ونقل السلطة بشكل منظم ما أمكن. نأمل أن ينجح في مسعاه وينبغي أن
يأمل المصريون ذلك أيضا وإلاّ ستعم الفوضى ما سيفرض وضعا بالغ السوء على
مصر".
وتابع
الوزير الإسرائيلي "نحن على اتصال مستمر معهم (أعضاء المجلس العسكري) ومع
طنطاوي الذي أعرفه وأعرف أنه ليس لديه نية للبقاء في السلطة". وأضاف "يبدو
أن الفوضى الراهنة ستقود في نهاية المطاف إلى حصول الإسلاميين على الأغلبية
لأنهم منظمون ويحظون بدعم مالي قوي فضلا عن تواجدهم في كل أنحاء مصر --
وهو مبعث القلق الرئيسي بالنسبة لنا".
وردا
على سؤال حول احتمالات أن تلغى معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل قال
فيلنائي "في الوقت الراهن، وأكرر في الوقت الراهن، لا أعتقد أن إلغاء
المعاهدة مطروح، ولكن عندما يستقر الحكم في مصر بعد عملية انتخابية طويلة
يتوقع أن تدوم ستة أشهر، عندها نخشى أن تتعرض تلك المعاهدة للتقويض". وأضاف
الجنرال الإسرائيلي السابق "نحن مستعدون لمواجهة كافة السيناريوهات، لكننا
نراعي عدم اتخاذ قرارات سابقة لأوانها ولكن في الوقت الراهن لا يبدو الأمر
مبشرا".
ميدانيا،
أفادت الأنباء الواردة من مصر أن عشرات الآلاف من المتظاهرين لا يزالون
محتشدين في ميدان التحرير مطالبين بإنهاء الحكم العسكري حتى بعد وعود
المشير طنطاوي بنقل السلطة. كما ارتفع عدد القتلى، الذين سقطوا في
المواجهات بين المتظاهرين وقوات الأمن في كل أنحاء مصر إلى 30 قتيلا، بحسب
ما أعلنت وزارة الصحة مساء أمس الثلاثاء (22 نوفمبر / تشرين الثاني). وجاء
في بيان للوزارة نشرته وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية أن شخصين إضافيين
قتلا الثلاثاء في وقت استمرت المواجهات بين المحتجين المطالبين بتنحي
المجلس العسكري وقوات الأمن في محيط مقر وزارة الداخلية المتاخمة لميدان
التحرير في القاهرة. وتحدثت حصيلة سابقة عن سقوط 28 قتيلا.وشهدت محافظات
أخرى عدة تظاهرات من بينها خصوصا الإسكندرية والسويس وبور سعيد
والإسماعيلية وحتى شرم الشيخ.