ينبغي للإنسان أن يصدر كل ليلة عفواً عاماً قبل النوم عن كل من أساء
إليه طيلة النهار
بكلمة أو مقالة أو غيبة أو شتم أو أي نوع من أنواع الأذى وبهذه الطريقة
سوف يكسب الإنسان
الأمن الداخلي والاستقرار النفسي
والعفو من الرحمن الرحيم.
. .
.
وطريقة العفو العام عن كل مسيء هي أفضل دواء في العالم يصرف
من صيدلة الوحي
«ادفع بالتي هي أحسن»
«والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين»
إذا أردت أن تعيش الحياة في أبهج صورها وأبهى حُللِها اغسل قلبك سبع مرات
بالعفو وعفّره الثامنة الغفران.
. .
.
إن أفضل أطباء العالم هم ثلاثة:
الدكتور بهجة: تخصصه السرور والفرح والعفو والصفح،
والدكتور هادئ: تخصصه أخذ الأمور بهدوء والدفع بالتي هي أحسن،
والدكتور رجيم: تخصصه عمل رجيم للجسم لمنعه من كل ضار ومن
الإكثار من المشهيات التي يدعو إليها الشيطان الرجيم.
. .
.
أيها الناس: الحياة جميلة، ألا ترون النهار بوجهه المشرق وشمسه الساطعة
وصباحه البهيج وأصيله الفاتن وغروبه الساحر، لماذا لا تشارك الكون بهجته
فتضحك كما تضحك النجوم، وتتفاءل كما تتفاءل الطيور
وتترفق كما يترفق النسيم
وتتلطف كما يتلطف الطّل
الحياة جميلة إذا أخرجتم منها الشيطان والشر والشك والشتم والشؤم
والشماتة وشارون، والمشكلة أن بعضنا متشائم تريه وجه الشمس
فيشكو حرّها، وتخرج له الزهرة فيريك شوكها، وتشير إلى نجوم الليل
فيمتعض من ظلمته.
. .
.
هنيئاً للعافين عن الناس، قبلات على رؤوس الكاظمين الغيظ، باقات ورد
لمن سامح وأصلح
مع الشكر الجزيل للمقنع الكندي حيث يقول:
وَلا أَحمِلُ الحِقدَ القَديمَ عَلَيهِمُ*** وَلَيسَ كَريمُ القَومِ مَن يَحمِلُ الحِقدا
الإنسان السوي والمؤمن الراشد يكون منزوع الدسم من السم، عنده براءة
اختراع لمكارم الأخلاق
مختومٌ على جبينه خاتم «ومن عفا وأصلح فأجره على الله»،
. .
.
غفر الله لنا إساءتنا للغير
وغفر الله لمن أساء إلينا
وغداً نلتقي في الجنة إن شاء الله تحت مظلة «ونزعنا ما في صدورهم
من غل إخوانا على سرر متقابلين».
لـ د / الشيخ : عائض القرني
مع أرق تحية من القلب