اعلن الجيش الإسرائيلي أن الهدوء ساد منطقة الحدود بين إسرائيل وغزة ما
يشير إلى أن التهدئة التي أعلنتها الفصائل الفلسطينية ما زالت قائمة.
وقال متحدث عسكري إسرائيلي «لا يوجد أي صاروخ اليوم (الثلثاء) بالمقارنة
بـ 11 (صاروخاً) البارحة (الاثنين)» في إشارة إلى عدد الصواريخ وقذائف
الهاون التي أطلقت باتجاه إسرائيل.
وقالت صحيفة هارتس «إن التهدئة ما زالت حتى الآن قائمة» بعد إعلان الفصائل الفلسطينية في غزة الاثنين تهدئة جديدة.
ووافقت لجان المقاومة الشعبية «موقتاً»على التهدئة التي اعلنها مسؤول في حركة حماس ليل الأحد بعد أربعة أيام من التوترات على الحدود.
وعلى رغم سقوط أربعة صواريخ مساء الاثنين، إلا أن إسرائيل لم ترد عليها،
وتوقعت الصحف الإسرائيلية أن لا يضر إطلاق تلك الصواريخ بالتهدئة. وقالت
«هآرتس» إن «مؤسسة الدفاع تعتقد أن الصواريخ التي أطلقت (أول) امس أطلقتها
منظمات إرهابية صغيرة ترغب في تحدي حماس وإظهار استقلاليتها إلا أن التهدئة
ستستمر في الأسابيع المقبلة».
وقالت المتحدثة باسم الشرطة الإسرائيلية لوبا سمري إن «صاروخين اطلقا من
غزة سقطا في منطقة غير مأهولة في مدينة سديروت» ليل الاثنين. وتحدثت عن
صاروخ ثالث سقط في جنوب مدينة عسقلان بجنوب تل أبيب من دون أن يسفر عن
إصابات. ولاحقاً، أشار مصدر عسكري إلى سقوط صاروخ رابع قرب عسقلان من دون
أن يؤدي أيضاً إلى إصابات.
وكانت الحكومة الفلسطينية المقالة التي تديرها حركة «حماس» في قطاع غزة
طالبت إسرائيل بالالتزام بالتهدئة التي توافقت الفصائل الفلسطينية في
القطاع على الالتزام بها.
إلى ذلك، ذكر مصدر مصري رفيع لـ «الحياة» إن موافقة إسرائيل على تهدئة
متبادلة مع الجانب الفلسطيني جاءت بعد اتصالات مصرية مكثفة مع الجانب
الإسرائيلي، مشيراً إلى اتصال هاتفي أجراه رئيس الاستخبارات المصرية الوزير
مراد موافي مع وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك لإقناعه بضرورة
الاستجابة لهذه التهدئة، لافتاً إلى أن إسرائيل كانت ترفض التعاطي مع أي
مبادرة بالتهدئة ووقف هجماتها على غزة، وأشار إلى أنه كان لدى إسرائيل خطة
مبيتة لتوجيه ضربة عسكرية إلى قطاع غزة.
من جانب آخر، اجتمع الوزير موافي مع الأمين العام لحركة «الجهاد الإسلامي» رمضان شلح الذي وصل إلى القاهرة أول من أمس.
وقال المتحدث باسم الحكومة طاهر النونو «تم التوصل إلى تفاهم حول
التهدئة المتبادلة، ونؤكد ضرورة التزام الاحتلال الإسرائيلي بهذه التهدئة».
وأضاف «أكدت الفصائل الفلسطينية للحكومة التزامها بها (التهدئة) في حال
التزم الاحتلال الإسرائيلي بها، وهي تتحمل مسؤولياتها بهذا الصدد وفقاً
للمصلحة الوطنية العليا».
وأشادت الحكومة المقالة بالجهود التي بذلتها مصر والأمم المتحدة في الوصول إلى التهدئة.
وقال النونو «نعبر عن الشكر العميق لدولة مصر الشقيقة ونقدر عالياً
الجهود التي قام بها جهاز المخابرات بقيادة الوزير مراد موافي وإخوانه
وانخراطهم المباشر في العمل من اجل وقف العدوان على غزة». وأضاف أن حكومة
«حماس» «تشيد بالجهود التي قام بها مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة روبرت
سيري ومكتبه في غزة الذين ساهموا بجهود واسعة من اجل وقف العدوان على غزة»
في إشارة ضمنية إلى التفاهم على تثبيت التهدئة.
وثمنت حكومة حماس «دور الفصائل لوقوفها عند مسؤولياتها في الدفاع عن
شعبنا وهذا التوافق لاستعادة الهدوء وقطع الطريق على الاحتلال وأهدافه من
وراء العدوان الصهيوني».
وكشف النونو أن رئيس الحكومة المقالة إسماعيل هنية أجرى «اتصالات مكثفة»
مع قادة وزعماء بخاصة مع الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي، وأمير
دولة قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، ووزير المخابرات المصرية من اجل وقف
«العدوان».
وبعد أن أشاد بموقف الجامعة العربية دعاها النونو إلى «وضع آليات لتطبيق قرارها لإنهاء الحصار عن غزة».
وكانت لجان المقاومة الشعبية أعلنت الاثنين «وقفاً موقتاً لإطلاق
الصواريخ على الاحتلال تحقيقاً لمصلحة شعبنا الفلسطيني». وعلى رغم اتفاق
الفصائل الفلسطينية في القطاع على «تثبيت» التهدئة مع إسرائيل، إلا أن
«الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين» و»حركة الجهاد الإسلامي» أعلنتا عدم
التزامهما التهدئة.
وأعلنت الحكومة الأمنية المصغرة في إسرائيل أنها قررت في اجتماع ليل
الأحد الاثنين عدم شن عملية برية كبيرة على قطاع غزة بعد إعلان الفصائل
الفلسطينية الالتزام بالتهدئة.
ومثل ترتيبات سابقة مماثلة لا تعتبر الهدنة اتفاقاً رسمياً لكنها تقوم
على تعهد كل جانب بوقف الأعمال القتالية إذا قام الطرف الآخر بنفس الشيء.
وارتفع التوتر على جبهة الحدود بين قطاع غزة وإسرائيل في الأيام الخمسة
الماضية بعد سلسلة من الهجمات التي وقعت الخميس الماضي بالقرب من مدينة
ايلات الإسرائيلية الخميس أدت إلى مقتل ثمانية إسرائيليين وألقيت مسؤوليتها
على لجان المقاومة الفلسطينية.
وشن الطيران الحربي سلسلة غارات جوية على قطاع غزة أسفرت عن مقتل 15
فلسطينياً قالت إسرائيل إن 12 منهم من المسلحين وأبرزهم الأمين العام
لتنظيم لجان المقاومة الشعبية كما أصيب اكثر من 50 فلسطينياً.
ورد الفلسطينيون بإطلاق أكثر من 100 صاروخ وقذيفة هاون على بلدات ومدن
جنوب إسرائيل ما أدى إلى مقتل شخص وإصابة اكثر من 20 إصابة احدهم خطيرة.
إلى ذلك، أشاد مسؤولون إسرائيليون بفاعلية نظام «القبة الحديد» المضاد
للصواريخ على رغم فشله في إسقاط صاروخ أطلق من غزة وقتل رجلاً في منطقة
سكنية.
وقال الكولونيل زفيكا حاييموفتش، الضابط بالقوات الجوية المسؤول عن
وحدات الدفاع الجوي النشطة في إسرائيل أول من أمس، إن نظام «القبة الحديد»
أسقط 20 صاروخاً أطلقها ناشطون في غزة خلال الأيام الخمسة من تبادل القصف
عبر الحدود، واعتبر انه «من الناحية الإحصائية فإن نجاح صاروخ واحد في
اجتياز النظام الدفاعي لا يعني أن النظام فشل» مشيراً إلى أن «نسبة نجاح
نظام القبة الحديد مرتفعة للغاية لكن لا يوجد نظام يمكنه تأمين حماية
كاملة».