حول هذا الموضوع في كتاب "الحلال والحرام في الإسلام"
أنقل لكم هنا ما كتب في ذلك.
"مما يخرج المرأة عن حد التبرج أن تكون ملابسها موافقة لأدب
الشرع الإسلامي،
واللباس الشرعي هو الذي يجمع الأوصاف التالية:
أولا:
أن يغطي جميع الجسم عدا ما استثناه القرآن الكريم في قوله:
(إلا ما ظهر منها) وأرجح الأقوال في تفسير ذلك أنه الوجه والكفان -
كما سبق ذكره-.
ثانيا:
ألا يشف الثوب ويصف ما تحته. وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم
أن من أهل النار نساء كاسيات عاريات، مائلات مميلات، لا يدخلن الجنة،
ولا يجدن ريحها. ومعنى "كاسيات عاريات" أن ثيابهن لا تؤدي
وظيفة الستر، فتصف ما تحتها لرقتها وشفافيتها.
دخلت نسوة من بني تميم على عائشة رضي الله عنها
وعليهن ثياب رقاق فقالت عائشة: "إن كنتن مؤمنات، فليس هذا بثياب
المؤمنات". وأدخلت عليها عروس عليها خمار رقيق، شفاف
فقالت: "لم تؤمن بسورة النور امرأة تلبس هذا"
فكيف لو رأت عائشة ثياب هذا العصر التي كأنها مصنوعة من زجاج؟.
ثالثا:
ألا يحدد أجزاء الجسم ويبرز مفاتنه، وإن لم يكن رقيقا شفافا.
فإن الثياب التي ترمينا بها حضارة الغرب، قد تكون غير شفافة،
ولكنها تحدد أجزاء الجسم، ومفاتنه، فيصبح كل جزء من
أجزاء الجسم محددا بطريقة مثيرة للغرائز الدنيا، وهذا أيضا
شيء محظور وممنوع،
فلابسات هذا النوع من الثياب "كاسيات عاريات".. يدخلن
في الوعيد الذي جاء في هذا الحديث… وهذه الثياب أشد
إغراء وفتنة من الثياب الرقيقة الشفافة.
رابعا:
ألا يكون لباسا يختص به الرجال: فالمعروف أن للرجال ملابس خاصة
وللنساء ملابس خاصة أيضا.. فإذا كان الرجل معتادا أن يلبس لباسا
معينا، بحيث يعرف أن هذا اللباس هو لباس رجل…
فليس للمرأة أن ترتدي مثل هذا اللباس، لأنه يحرم عليها…
حيث لعن النبي صلى الله عليه وسلم المتشبهين من الرجال بالنساء،
والمتشبهات من النساء بالرجال…
فلا يجوز للمرأة أن تتشبه بالرجل ولا للرجل أن يتشبه بالمرأة،
لأن هذا عدوان على الفطرة… فالله عز وجل خلق الذكر والأنثى،
وميز كلا منهما بتركيب عضوي غير تركيب الآخر، وجعل لكل منهما
وظيفة في الحياة، وليس هذا التميز عبثا، ولكن لحكمة،
فلا يجوز أن نخالف هذه الحكمة ونعدو على الفطرة التي فطر الله الناس
عليها، ونحاول أن نجعل من أحد الصنفين ما لم يخلق له
وما لم يعد له بطبيعته وفطرته… فالرجل حين يتشبه بالمرأة
لن يكون امرأة، ولكنه لن يصبح رجلا لذلك.. فهو يفقد الرجولة،
ولن يصل إلى الأنوثة،
والمرأة التي تتشبه بالرجل، لن تكون رجلا ولن تصبح امرأة
كما ينبغي أن تكون النساء.
فالأولى أن يقف كل من الجنسين عند حده، وعند وظيفته التي
فطره الله عليها.
هذا هو الواجب، ما عدا هذه الأمور، يكون هذا الزي زيا غير شرعي
وغير معترف به… ولو أن الناس عقلوا وأنصفوا والتزموا الحدود الشرعية
لأراحوا واستراحوا
ولكن النساء -مع الأسف- فتن بهذا البدع الذي يسمى "الموضة"
وفتن الرجال أو ضعفوا أو أصبحوا لا رأي لهم،
وبعد أن كان الرجال قوامين على النساء أصبح الحال
وكأن النساء هن القوامات على الرجال…
وذلك شر وفتنة من فتن العصر… أن لا يستطيع الرجل أن يقول لزوجته…
قفي عند حدك… بل لا يستطيع أن يقول ذلك لابنته…
لا يستطيع أن يلزم ابنته الأدب والحشمة…
ولا أن يقول لها شيئا من ذلك… ضعف الرجال… لضعف الدين…
وضعف اليقين… وضعف الإيمان.
والواجب أن يسترجل الرجل، أن يعود إلى رجولته، فإن لم يكن إيمان،
فرجولته
ومن فضل الله أن هناك مسلمين ومسلمات، يقفون صامدين أمام
هذا الغزو الزاحف، يلتزمون آداب الإسلام في اللباس والحشمة
ويستمسكون بدينهم… وبتعاليمه القويمة… سائلين الله عز وجل
أن يكثر هؤلاء ويزدادوا، ليكونوا قدوات صالحة في مجتمعاتهم،
ورمزا حيا لآداب الإسلام وأخلاقه ومعاملاته…
والله يقول الحق وهو يهدي السبيل.