دمشق، عمان، نيقوسيا، روما - «الحياة»، أ ف ب، رويترز - عشية «جمعة التحدي» في سورية والتي دعا اليها محتجون تعهدوا مواصلة «ثورتهم» عبر تنظيم تظاهرات في عدة مدن سورية «حتى تحقيق مطالبنا بالحرية»، سعت السلطات إلى تخفيف الحصار على مدينة درعا وأعلنت بدء «خروج تدرجي» لوحدات الجيش أمس، بعدما «أخذت الحياة تعود تدريجياً إلى وضعها الطبيعي». لكن، وفي موازة ذلك عززت قوى الأمن انتشارها في مدينة بانياس الساحلية التي طوقتها عشرات الدبابات والمدرعات. كما طوقت قوات الأمن ضواحي قرب دمشق وقامت باعتقالات شملت المئات من الناشطين والمحتجين.
وقال شهود إن قوى الامن أنتشرت عند ضواحي العاصمة في منطقة «سقبا» وفي ضاحية «عربين» وبلدة «التل» شمال دمشق حيث قامت قوى الامن باعتقالات واسعة.
وقال ناشط حقوقي إن نحو 300 شخص أوقفوا صباح امس في بلدة سقبا، موضحا لوكالة «فرانس برس» ان «أكثر من ألفي شخص تابعين لأجهزة الأمن والجيش شاركوا في حملة الاعتقالات». وكان ناشط آخر أوضح في وقت سابق «أن عناصر قوات الأمن قاموا بعمليات توقيف ليلاً. وكانت بحوزتهم لوائح بأشخاص يفتشون عنهم، وقاموا بعمليات تفتيش في المنازل. وتم نصب حواجز في البلدة وتم توقيف أشخاص آخرين».
وقالت إحدى سكان سقبا إن المئات من الجنود السوريين في زي عسكري اقتحموا منازل الضاحية القريبة من دمشق، وقبضوا على العشرات في ضاحية سقبا. وأوضحت لوكالة «رويترز»: «قطعوا الاتصالات قبل وصولهم. ليس هناك مقاومة. التظاهرات في سقبا كانت سلمية. ألقي القبض على العشرات».
كما قالت المنظمة السورية لحقوق الإنسان «سواسية» إن هناك قوات مسلحة منتشرة في ضاحية عربين بدمشق وفي «بلدة التل» الى الشمال من العاصمة حيث قبضت قوات الأمن على 80 رجلاً وامرأة وطفلاً على الأقل. وقالت «سواسية»إن خمسة رجال تجاوزت أعمارهم 70 سنة اعتقلوا في التل .
اما في بانياس فقد انتشر الجنود في منطقة أسواق رئيسية في المدينة، وأقام الجيش نقاط تفتيش داخلها وقبض على عشرة أشخاص. وقال ناشط حقوقي على اتصال بأشخاص في بانياس لوكالة «رويترز» إن الاستخبارات العسكرية منعت قافلة من السيارات المحملة بالمواد الغذائية كانت في طريقها للأحياء المحاصرة. وكان شهود قالوا إن عشرات الدبابات والمدرعات تقدمت نحو بانياس وتجمعت عند قرية سهم البحر التي تبعد عشرة كيلومترات عن المدينة. وقال أحد الناشطين لوكالة «فرانس برس»: «يبدو أنهم ينوون الهجوم على بانياس كما سبق وفعلوا في درعا».
في موازة ذلك نقلت «الوكالة السورية للانباء» (سانا) عن مصدر عسكري قوله إن وحدات الجيش بدأت صباح امس بـ «الخروج التدرجي من مدينة درعا، حيث كانت تلاحق عناصر المجموعات الارهابية فيها تنفيذاً للمهمة التي كلفت بها استجابة لنداءات المواطنين». وأضاف المصدر: «ان انجاز المهمات المطلوبة وإلقاء القبض على تلك العناصر الارهابية لتقديمها إلى العدالة، ترك آثاره الإيجابية على نفوس الأهالي وساهم في إعادة الطمأنينة والشعور بالأمن والأمان وأخذت الحياة تعود تدريجياً إلى وضعها الطبيعي».
وقال شاهدان كانا يخرجان من درعا لوكالة «رويترز» إن نحو 30 دبابة على متن حاملات مدرعات غادرت المدينة متجهة الى الشمال، غير أنهما أوضحا ان وحدات من الجيش مدعومة بالمدرعات ما زالت منتشرة في عدد من مداخل المدينة.
الى ذلك، استقبل الرئيس بشار الاسد امس وفداً من وجهاء مدينة السويداء جنوب البلاد، وآخر من الشبيبة السورية للاستماع الى آرائهم المباشرة ازاء الاحداث الجارية. فيما اعلنت الداخلية السورية اطلاق 361 شخصاً سلموا انفسهم بعدما تعهدوا «عدم تكرار عمل يسيء لامن الوطن والمواطن».
على الصعيد الدولي، جدد وزير الخارجية الفرنسي الان جوبيه تأكيده أمس ان بلاده تعمل مع شركائها لتنفيذ عقوبات ضد الزعماء السوريين «ولكن لا يوجد اتفاق بعد بشأن من سيدرج على القائمة». وقال جوبيه بعد اجتماع في روما «لمجموعة اتصال ليبيا»: «نعمل في الوقت الحالي على وضع اللمسات الاخيرة على قائمة الاشخاص الذين ستفرض عقوبات على أصولهم وتريد فرنسا ادراج بشار الاسد على القائمة».
من ناحيته قال وزير الخارجية الايطالي فرانكو فراتيني خلال لقاءه مع وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون ان اميركا وايطاليا تدعوان دمشق الى «وقف اعمال العنف والعودة الى الحوار». وتطرق الوزير الايطالي الى «العقوبات» الاوروبية ضد سورية، موضحا أنها تشمل «تعليق المفاوضات مع الاتحاد الاوروبي من اجل التوصل الى اتفاق تعاون». من ناحيتها قالت كلينتون إن هناك قلقاً شديداً على الوضع في سورية وطالبت الحكومة بوقف ممارسة العنف ضد المدنيين.