من
آيات عظمة الله في البحار
(البحار
مخازن الثروات والغذاء)
بسم الله الرحمان الرحيم والصلاة
والسلام على الرسول الأمين الذي أرسله ربه رحمة للعالمين بكل الأدلة والبراهين
عليه أفضل صلاة وأزكى تسليم أما بعد السلام عليكم أيها الإخوة وأقدم لكم هذا
الموضوع الذي يظهر عظمة الله فاقرؤوه وتدبروه
واذكروا ربكم تضرعا وخوفا سبحانه والموضوع هو
تعتبر البحار من أعظم
المخلوقات وأعظم النعم التي وهبها وسخرها لنا الله بحكمته وحسن تقديره ودقة نظامه في الأرض، فهذه
البحار تمثل 71 في المائة من مساحة الأرض، فهي بذلك تضمن إستمرار دورة المياه
وبالتالي إستمرار الحياة على هذا الكوكب الذي يعد الكوكب الوحيد الذي توجد به
الحياة، وضرب الله سبحانه وتعالى المثل بالبحر في الاتساع والكثرةحيث قال في سورة
الكهف الآية(109)قل لو كان البحر مدادا لك لمات ربي لنفد البحر قبل تنفد
كلمات ربي ولو جئنا بمثله مددا) وكان نصيب البحر وافرا في الإعجاز الكوني في
القرآن الكريم، حيث الفلك التي تجري فيه، وأنه المعين الذي لا ينضب لماء السماء “المطر”
يقول تعالى في سورة البقرة الآية(164)إن في خلق السموات والأرض واختلاف
الليل والنهار والفلك التي تجري في البحر بما ينفع الناس وما أنزل الله من السماء
من ماء فأحيا به الأرض بعد موتها وبث فيها من كل دابة وتصريف الرياح والسحاب
المسخر بين السماء والأرض لآيات لقوم يعقلون).
فحركة السفن التي تسير في
البحر لتحقيق مصالح الناس وقضاء منافعهم في شتى المجالات آية من الآيات مصداقا
لقوله تعالى في سورة إبراهيم الآية(32): (وسخر لكم الفلك لتجري في البحر بأمره) ثم إن في البحر ثروات وطاقات تنفع البشرية
وإنها من مفاتيح الغيب التي لا يعلمها إلا الله القائل: (وعنده مفاتح الغيب لا
يعلمها إلا هو ويعلم ما في البر والبحر وما تسقط من ورقة إلا يعلمها ولا حبة في
ظلمات الأرض ولا رطب ولا يابس إلا في كتاب مبين) (الأنعام: 59).فالبحر نعمة مسخرة لخدمة
الإنسان، يعين على تنقية الجو وعلى تحرك الرياح وإنزال المطر، وبه الثروات
المعدنية ويستثني الله الماء من القوانين ويجعل له قانونا خاصا به عند التجمد، ومن
منطلق هذا القانون يمن الله علينا منه باللحم الطري والمراكب والزينة وغيرها.
*فوائد البحار للبحارعدة فوائد
عظيمة نجد منها
- سخر الله سبحانه وتعالى
البحار للإنسان وأودع بها من النعم ما لا يحصى فقال سبحانه وتعالىوهو الذي
سخر لكم البحر لتأكلوا منه لحما طريا وتستخرجوا منه حلية تلبسونها وترى الفلك
مواخر فيه ولتبتغوا من فضله ولعلكم تشكرون) (النحل: 14)، ويقوليخرج منهما
اللؤلؤ والمرجان)
(الرحمن الآية 22) وفي هاتين الآيتين إظهار لمدى فوائد البحر حيث الثروة السمكية
إحدى الثروات الطبيعية التي عرفها الإنسان منذ وجوده واستغلها بأدواته البدائية
وصولا إلى السفن العملاقة التي تستخدم في الصيد، ليس الأسماك فقط، بل أيضا
القشريات مثل الجمبري وغيره من الأسماك، ثم ال رخويات التي تعد من أكبر الشعب في
عالم الأحياء البحرية وأكثرها تنوعا وربما أغنى بالقيمة الغذائية، وتقوم بعض
حيواناتها بإنتاج الأصداف التي تستخدم في الصناعات الخشبية والحلي وأدوات الزينة
مثل اللؤلؤ، أما المرجان وهو يشبه الأزهار النباتية ويعيش في مستعمرات معقدة تشبه
الأشجار في تفرعاتها حتى أطلق عليها حدائق البحر، كما انه يستخدم كبديل للعظام
البشرية، ثم الإسفنج وهو الكائن الحي الذي ليس له أعضاء أو أنسجة وله استخدامات
ومنافع مبهرة.
*الطاقة والنقل
يتم استخراج البترول والغاز
الطبيعي من البحار كما توجد الثروات المعدنية مثل القصدير والألماس والبلاتين
والكروم والزنك والنحاس ومركبات الماغنسيوم وتستخدم كذلك في توليد الطاقة.
*يعد النقل البحري عصب الحياة
التجارية والاقتصادية لما يتضمنه من نقل البضائع والنفط وحركة الصادرات والواردات
بين دول العالم عبر التاريخ، وهذا أحد مظاهر التكريم الإلهي للإنسان: (ولقد كرمنا
بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا
تفضيل) (الإسراء:70)،
ويقول تعالى: (الله
الذي
سخر لكم البحر لتجري الفلك فيه بأمره ولتبتغوا من فضله ولعلكم تشكرون) (الجاثية: 12)، وقوله عز وجل:
(ألم تر أن الله سخر لكم ما في الأرض والفلك تجري في البحر بأمره ويمسك السماء أن تقع على الأرض
إلا بإذنه إن الله بالناس لرؤوف رحيم)(الحج: 65)، وكل هذه الآيات وغيرها تبين نعمة الله في تسخير هذه
البحار للإنسان واستخدامه لها في النقل والتنقل، فيقول سبحانهألم تر أن
الفلك تجري في البحر بنعمة الله ليريكم من آياته إن في ذلك لآيات لكل صبار
شكور)(لقمان: 31)،
فلو إختلت خواص المخلوقات أي اختلال ما جرت الفلك في البحر مثل كثافة الماء وضغط
الهواء والتيارات المائية والهوائية ودرجة الحرارة، وكل ذلك بنعمة الله أيضا بما
تحمله من الأقوات والمتاع من بلد إلى بلد لينتفع بها الناس.
*أسرار الأعماق
ويكشف القرآن الكريم بعضا من
أسرار البحار خصوصاً الكائنة في الأعماق، يقول تعالىأو كظلمات في بحر لجي يغشاه
موج من فوقه موج من فوقه سحاب ظلمات بعضها فوق بعض إذا أخرج يده لم يكد يراها ومن
لم يجعل الله له نورا فما له من نور) (النور: 40 )، فيبين الله تعالى في هذه الآية الكريمة قيعان
البحار والمحيطات العميقة حيث يزداد الظلام وتسود العتمة الشديدة نتيجة لتراكم
الأمواج الهائجة فوق بعضها، وحيث تخيم السحب الكثيفة المعتمة إلى حد انعدام رؤية
الأجسام، فيتعذر على الإنسان أن يرى حتى يده التي في جسده، ذلك انه لا هداية للبشر
إلا بالنور الإلهي، ويخبر علماء البحار بأن درجة حرارة البحار في الأعماق التي
تزيد على الألف متر تتراوح بين 1 و2 درجة مئوية، وهذه الأعماق تتميز بأنها لا تعرف
تقلبات الفصول مثلما لا تعرف ضوء النهار ولا تصلها أشعة الشمس.
وقد تمكن العلماء من اكتشاف
نوع من الأمواج الداخلية العملاقة، غير الأمواج السطحية التي نراها واضحة أمامنا
على الشاطئ، وأمكن تصوير هذه الأمواج، ومناطق البحار والمحيطات العميقة تخيم عليها
سحب كثيفة دائما وهي معتمة بسبب عمليات التبخير المستمر، وتختفي الألوان واحدا تلو
الآخر كلما غاص الإنسان نحو القاع حتى يخيم الظلام الدامس في المناطق اللجية أي
العميقة، ولا يستطيع العيش فيها إلا كائنات حية عمياء لا حاجة لها إلى الأبصار مثل
الإسفنج.فسبحان الله خالق الأزواج كلها وله الحم د على نعمه التي أسبغها علينا
ظاهرة وباطنة سبحانه وتعالى عما يشركون.
قولوا
معى جزاكم الله خيرا
سبحان الله
والحمد لله ولا اله الا الله والله وأكبر