بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين والصلاة والسلام على خاتم المرسلين وأشرف الخلق أجمعين سيدنا محمد النبى الامى وعلى أله وصحبه المصطفين الاخيار اى يوم الدين
وسلم تسليما مباركا
أما بعد
دائما نسمع الحديث الشريف ((النساء ناقصات عقل ودين)) ويأتي
به بعض الرجال للإساءة للمرأة
معنى حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ما رأيت
من ناقصات عقل ودين أغلب
للب الرجل الحازم من إحداكن)) فقيل يا رسول الله ما نقصان عقلها قال: ((أليست
...
شهادة المرأتين بشهادة رجل)) قيل: يا رسول الله ما نقصان دينها؟ قال: ((أليست إذا
حاضت لم تصل ولم تصم)) بين عليه الصلاة والسلام أن نقصان عقلها من جهة ضعف
حفظها وأن شهادتها تجبر بشهادة امرأة أخرى؛ وذلك لضبط الشهادة بسبب أنها قد
تنسى فتزيد في الشهادة أو تنقصها كما قال سبحانه: {وَاسْتَشْهِدُوا
شَهِيدَيْنِ مِنْ
رِجَالِكُمْ فَإِنْ لَمْ يَكُونَا رَجُلَيْنِ فَرَجُلٌ
وَامْرَأَتَانِ مِمَّنْ تَرْضَوْنَ مِنَ الشُّهَدَاءِ
أَنْ تَضِلَّ إِحْدَاهُمَا
فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الْأُخْرَى}[1] الآية، وأما نقصان دينها؛ فلأنها في حال الحيض والنفاس تدع
الصلاة وتدع الصوم ولا تقضي الصلاة، فهذا من
نقصان الدين، ولكن هذا النقص ليست
مؤاخذة عليه، وإنما هو نقص حاصل بشرع الله عز وجل، هو الذي شرعه , وإنما بين
الرسول صلى الله عليه وسلم أن نقص عقلها من جهة ما قد يحصل من عدم الضبط
للشهادة، ونقص دينها من جهة ما يحصل لها من ترك الصلاة والصوم في حال الحيض
والنفاس، ولا يلزم من هذا أن تكون أيضا دون الرجل في كل شيء وأن الرجل أفضل منها
في كل شيء، نعم جنس الرجال أفضل من جنس النساء في الجملة لأسباب كثيرة،
كما قال الله سبحانه وتعالى: {الرِّجَالُ قَوَّامُونَ
عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى
بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ}[2] لكن قد تفوقه في بعض الأحيان في أشياء كثيرة، فكم
لله من امرأة فوق كثير من الرجال في عقلها ودينها وضبطها، وإنما ورد عن النبي صلى
الله
عليه وسلم أن جنس النساء دون جنس الرجال في العقل وفي الدين من هاتين
الحيثيتين اللتين بينهما النبي صلى الله عليه وسلم.
وقد تكثر منها الأعمال الصالحات فتربو على كثير من الرجال في عملها الصالح وفي
تقواها لله عز وجل وفي منزلتها في الآخرة، وقد تكون لها عناية في بعض الأمور فتضبط
ضبطا كثيرا أكثر من ضبط بعض الرجال في كثير من المسائل التي تعنى بها وتجتهد في
حفظها وضبطها فلا ينبغي للمؤمن أن يرميها بالنقص في كل شيء وضعف الدين في
كل شيء، وإنما هو ضعف خاص بدينها، وضعف في عقلها فيما يتعلق بضبط الشهادة
ونحو ذلك، فينبغي إيضاحها وحمل كلام النبي صلى الله عليه وسلم على خير المحامل
وأحسنها، والله تعالى أعلم.
[1] سورة البقرة الآية 282.
[2] سورة النساء الآية 34.
الشيخ بن باز رحمه الله