سوء المعاملة وعدم الاحترام
قال تعالى: ﴿وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ
تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا﴾ [سورة النساء آية: 19].
قال - صلى الله عليه وسلم -: )استوصوا بالنساء (، وقال - عليه الصلاة والسلام -: )خيركم خيركم لأهله (.
اللطف في المعاملة هو واحد من المكونات الرئيسة لنمو أي مشاعر دافئة بين
شخصين، وفي الحقيقة فقد يكون اللطف في المعاملة هو مركز العلاقة الزوجية،
وللكرم في المعاملة
فوائد كثيرة بداية من حرص الشريك على حميمية العلاقة مع شريكه واهتمامه به
عندما تكون الأمور على ما يرام وحتى حفظ المناقشات من التحول إلى شجار.
وعندما تسوء المعاملة ينشأ عدم الاحترام بين الزوجين فيستهين كل واحد
بالآخر، فلا يقدره ولا يحترمه، بل يهينه ويهزأ به، وتظهر مشكلة عدم
الاحترام بين الزوجين وتؤثر على
الحياة الزوجية ويمكن أن تدمرها أيضا لأنها تنعكس على استقرار الأسرة
وتربية الأبناء.
سأعرض بعض مظاهر عدم الاحترام بين الزوجين مع ذكر الأسباب ونحاول إيجاد الحلول المناسبة لها بإذن الله.
مظاهر عدم الاحترام:
• عدم تقدير المرأة لرجولة زوجها وإهانة كرامته بالسخرية منه، كذلك الرجل يحتقر زوجته ويظهر ذلك في تصرفاته نحوها وكلماته لها.
• أن يتحدث كلا الزوجين عند أهله بما لا يسر الطرف الآخر، بالتحدث عن خصوصياتهم وأسرار البيت التي من المفترض أنها تبقى سرا بينهم.
• مناداة الآخر بما لا يحبه، حتى بين الأولاد والأهل.
• عدم الاستماع للآخر أو الاهتمام بأفكاره ومقترحاته.
• عدم احترام مشاعر الآخر بأن يُعاب أحد بذم مظهر أو سمة خلقِية تكون في أحد الزوجين مثل شكل الأنف أو الطول أو القصر وغيرها.
أسباب ظهور عدم الاحترام:
• عدم الحب المتبادل بين الزوجين.
• المفاهيم الخاطئة عند الرجل مثل أن المرأة ضعيفة يجب ضربها وإهانتها حتى تكون مطيعة وتحت أمره.
• تدخل الأهل والأقارب بين الزوجين بكل أسلوب حياتهم.
• الجهل بآداب الحياة الزوجية وبتكوين الأسرة في ظل الإسلام، وعدم التخلق بأخلاق الإسلام في تعاملهم معا.
• عدم اهتمام الزوجة بمظهرها، ونظافة بيتها، وهدوء أبنائها.
• انشغال الزوج مع أهله أو أصدقائه وإهماله لواجباته المنزلية.
نحاول الآن وضع العلاج والحلول ليعم الاحترام بين الزوجين:
قال الله – تعالى -: ﴿وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا
إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ﴾ [سورة الروم آية: 21].
من تلك الآيات العظيمة نجد أن الزواج ليس فقط لإنجاب الأبناء، بل هو
فوق ذلك وسيلة للاطمئنان النفسي والهدوء القلبي والسكن الوجداني، وهذه
الآيات هي أسس الحياة
العاطفية الهانئة الهادئة.
• العمل على إظهار الحب من الطرفين عن طريق القيام بالواجبات المفروضة من كلا الطرفين، حيث إن النظرة بعين الحب تخفي كل المساوئ.
• عدم إشراك الأهل والأقارب في المسائل الشخصية وحياتهم الخاصة، وحل المشاكل يكون بالجلوس سويا وحل مشاكلهم بأنفسهم.
• مراعاة الزوج عند الحديث عن زوجته في غيابها مع الأبناء أو الأقارب وأن
يذكرها بكل الثناء والتقدير، وكذلك الزوجة عند حديثها عن زوجها.
• تعلم آداب الحوار وأصوله والاتفاق على هذه الآداب مثل الانتباه والاهتمام وعدم المقاطعة أو السخرية.
• القراءة والبحث لتصحيح المفاهيم الخاطئة لكلا الطرفين.
• تعلم آداب الحياة الزوجية في ضوء الكتاب والسنة.
• الصبر على أخطاء الطرف الآخر وتصحيحها بأسلوب المودة والرحمة.
• تقدير المرأة لرجولة زوجها بأن تعطيه حقه ومكانته، وعلى الزوج أن يقدر
أنوثة الزوجة ومشاعرها المرهفة الرقيقة، وإشباعها بكلمات الحب والمجاملة.
أختي الزوجة:
إن المرأة الصالحة خير متاع في الدنيا قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: )الدنيا متاع وخير متاعها الزوجة
الصالحة(.
إن أمرها أطاعته، وإن نظر إليها سرته، وإن غاب عنها حفظته في نفسها وماله.
أخي الزوج:
المرأة من نفس الرجل قال تعالى: ﴿هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ
وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا﴾ [سورة الأعراف آية: 189].
فهن من أنفسكم، شطرٌ منكم، سكنٌ لكم، والسكن يوفر الأنس والاستقرار.
المراجع:
1- كتاب (آداب الحياة الزوجية في ضوء الكتاب والسنة)/ للشيخ خالد عبد الرحمن العك.
2- كتاب مترجم (لا تهتم بصغائر الأمور في العلاقات الزوجية).
3- كتاب (الحياة الزوجية مشكلات وحلول)/ إعداد: أسامة علي متولي.