علم مصطلح الحديث
الحمد لله وحده والصلاة والسّلام على من لا نبيّ بعده أمّا بعد
نظرة لأهمّية العلم الشرعي الذي يحتاجه المسلم في كل زمان ومكان وتزداد أهمّيته وووجبه في زمن الفتن حينما يظهر الجهل ويفشو القول على الله بغير علم وكذا التقوّل والكذب على النّبي عليه الصلاة والسّلام و لو كان غير متعمّد من طرف من ينقل حديثه,,لهذا قررّنا أن ننشر على صفحتنا لنشارك إخواننا الفائدة في فنّ وعلم مهمّ وشريف جدّا يهتمّ بدراسة أحاديث رسول الله متنا وسندا قبولا وردّا حتّى يميّز المسلم بين ما هو صحيح و ما هو ضعيف من حديث رسول الله عليه الصلاة والسّلام حتى لا نقع في الوعيد الشديد الذي جاء في قوله عليه الصلاة والسلامإن كذبا علي ليس ككذب على أحد من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار)) رواه البخاري , وفي حديث آخر قال: من حدث عني بحديث يُرى أنه كذب فهو أحد الكاذبِِينَ )) رواه مسلم
وقد ذهب جماعة من أهل العلم إلى كفر من تعمد الكذب عليه صلى الله عليه وسلم.
قال الحافظ ابن حجر في الفتح : ( فإن قيل : الكذب معصية إلا ما استثنى في الإصلاح وغيره والمعاصي قد توعد عليها بالنار فما الذي امتاز به الكاذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم من الوعيد على من كذب على غيره ؟
لهذا اخترنا لكم شرحا سهل يسير لهذا العلم الشريف للشيخ العلامة الفقيه محمد بن صالح العثيمين رحمه الله ورسالته بعنوان( علم مصطلح الحديث
قال رحمه الله في مقدّمة الرّسالة
فإن الله بعث محمداً صلّى الله عليه وسلّم بالهدى ودين الحق، ليظهره على الدين كله، وأنزل عليه الكتاب والحكمة - فالكتاب هو: القرآن، والحكمة هي: السنة -؛ ليبيِّن للناس ما نزل إليهم،ولعلهم يتفكرون فيهتدون ويفلحون
فالكتاب والسنة هما الأصلان اللذان قامت بهما حجة الله على عباده، واللذان تنبني عليهما الأحكام الاعتقادية والعملية إيجاباً ونفياً
والمستدل بالقرآن يحتاج إلى نظر واحد وهو النظر في دلالة النص على الحكم، ولا يحتاج إلى النظر في مسنده؛ لأنه ثابت ثبوتاً قطعياً بالنقل المتواتر لفظاً ومعنى: )إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ) (الحجر:9
والمستدل بالسنة يحتاج إلى نظرين
أولها: النظر في ثبوتها عن النبي صلّى الله عليه وسلّم؛ إذ ليس كل ما نسب إليه صحيحاً
ثانيهما: النظر في دلالة النص على الحكم
ومن أجل النظر الأول احتيج إلى وضع قواعد؛ يميّز بها المقبول من المردود فيما ينسب إلى النبي صلّى الله عليه وسلّم، وقد قام العلماء - رحمهم الله - بذلك وسمّوه: (مصطلح الحديث
وقد وضعنا فيه كتاباً وسطاً، يشتمل على المهم من هذا الفن، - حسب المنهج المقرر للسنتين الأولى والثانية في القسم الثانوي في المعاهد العلمية وسميناه: (مصطلح الحديث12
وقد جعلناه قسمين: القسم الأول يتضمن مقرر السنة الأولى، والقسم الثاني يتضمن مقرر السنة الثانية
والله أسأل أن يجعل عملنا خالصاً لوجهه، موافقاً لمرضاته، نافعاً لعباده إنه جواد كريم
القسم الأول
من كتاب (مصطلح الحديث
مصطلح الحديث
أ - تعريفه ب - فائدته
أ - مصطلح الحديث
علم يعرف به حال الراوي والمروي من حيث القَبول والرد
ب - وفائدته
معرفة ما يقبل ويرد من الراوي والمروي
الحديث - الخبر - الأثر - الحديث القدسي
الحديث: ما أضيف إلى النبي صلّى الله عليه وسلّم من قول، أو فعل، أو تقرير، أو وصف
الخبر: بمعنى الحديث؛ فَيُعَرَّف بما سبق في تعريف الحديث
وقيل: الخبر ما أضيف إلى النبي صلّى الله عليه وسلّم وإلى غيره؛ فيكون أعم من الحديث وأشمل
الأثر: ما أضيف إلى الصحابي أو التابعي، وقد يراد به ما أضيف إلى النبي صلّى الله عليه وسلّم مقيداً فيقال: وفي الأثر عن النبي صلّى الله عليه وسلّم
الحديث القدسي: ما رواه النبي صلّى الله عليه وسلّم عن ربه - تعالى -، ويسمى أيضاً (الحديث الرباني) و(الحديث الإلهي
مثاله : قوله صلّى الله عليه وسلّم فيما يرويه عن ربه - تعالى - أنه قال: "أنا عند ظن عبدي بي، وأنا معه حين يذكرني، فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي، وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم" [1
ومرتبة الحديث القدسي بين القرآن والحديث النبوي، فالقرآن الكريم ينسب إلى الله تعالى لفظاً ومعنىً، والحديث النبوي ينسب إلى النبي صلّى الله عليه وسلّم لفظاً ومعنىً [2] ، والحديث القدسي ينسب إلى الله تعالى معنىً لا لفظاً، ولذلك لا يتعبد بتلاوة لفظه، ولا يقرأ في الصلاة، ولم يحصل به التحدي، ولم ينقل بالتواتر كما نقل القرآن، بل منه ما هو صحيح وضعيف وموضوع
تتبع باقي الأجزاء لهذه السلسلة النّافعة لرسالة علم مصطلح الحديث إن شاء الله
--------------
-1-:
والتوبة والاستغفار، 1- باب الحث على ذكر الله تعالى
يستثنى من ذلك ما علم أن النبي صلى الله عليه وسلم قاله بالوحي كالإخبار عن المغيبات في المستقبل، وكما في حديث يعلى بن أمية في الذي سأل النبي صلى الله عليه وسلم عمن أحرم بالعمرة وهو متضمخ بطيب ، فسكت النبي صلى الله عليه وسلم حتى جاءه الوحي بذلك ، فمثل هذا ينسب إلى النبي صلى الله عليه وسلم لفظاً لا معنى (المؤلف------------
العلم النّافع هو ما يثبّت عقيدة ويدفع شبهة ، ويدعو إلى عمل مقرّب إلى الجنّة ومباعد عن النّار، ويكسب خلقا حميدا ويمحو طبعا قبيحا
-----------
*******
لا تنسونا من صالح دعائكم
عدل سابقا من قبل mmaarrooaann في الأحد 06 نوفمبر 2011, 4:32 am عدل 1 مرات