البكاء من خشية الله
للاخ سمير السكندرى
الحمد لله الذى استخلص الحمد لنفسه واستوي به على جميع خلقه الذي ناصية كل شيء بيده
القوى فى سلطانه اللطيف جبروته--- لا مانع لما أعطي ولا معطى لما منع خالق الخلا ئق بقدرته
ومسخرهم بمشيئته وافى العهد صادق الوعد شديد العقاب جزيل الثواب نحمده ونشكره على
ما انعم به علينا مما لا يحصيه غيره وأتوكل عليه توكل المستسلم لقدرته والمتبرئ من الحول
والقوه إلا به واشهد شهادة لا يشوبها شكا انه لا ا له إلا هو وحده لا شريك له إلها واحدا
احد لم يتخذ صاحبة ولا ولدا ولم يكن له شريكا في الملك ولم يكن وليا من الذل واشهد إن
محمدا عبده ورسوله صلي الله عليه وسلم صفوته من خلقه وأمينه على وحيه أرسله بالمعروف
أمرا وعن المنكر ناهيا الى الحق داعيا على حين فتره من الرسل وضلالة من الناس واختلافا
من الأمور حتى أكمل به الدين وتمم به النعمة صلى الله عليه وعلى أهله وصحبه وسلم
تسليما كثيرا
اللهم اغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا فى امرنا اللهم اجبر تقصيرنا اللهم اجعلنا لما نقول من العاملين
واجعلنا لما نسمع من المتعظين وأعنا على محاربه الشيطان اللعين اللهم احينا حياه السعداء
وامتنا ميتة الشهداء اللهم رقق قلوبنا من خشيتك يا مولانا اللهم اجعلنا ممن ذكرت عنده وجل قلبه
واهتز فؤاده ولا تجعلنا مما إذا قيل له اتقى الله أخذته العزة بالإثم
البكائون
البكاؤون جمع بكاء وهو صيغه مبالغه من البكاء ،البكاء ذلك الفعل الذى يخرج من بنى ادم
تلك الانهار التى تجرى من غير اخاديد تلك البراكين التى تتفجر فى القلوب فلا تجد لها منفد
الا عبر العيون
البكاء والبكا لفظان يقال بكاء بالهمز ويقال بكا
قال اهل اللغة اذامددت فقلت بكاء اردت الصوت الذى يكون مع البكاء واذا
قصدت فقلت بكا اردت الدموع وخروجها
قال الخليل رحمه الله
من قصرا فقال بكا ذهب الى معنى الحزن ومن مده وقال بكاء ذهب الى معنى الصوت بتصرف عنه رحمه الله
قال كعب بن مالك رضى الله عنه
فى رثاء حمزه رضى الله عنه بكت عينى وما يغنى البكاء ولا العويل
انواع البكاء
زكر ذلك بن القيم رحمه الله فى ذاد الميعاد في المجلد الاول قال فيه بتصرف بسيط واختصار قال فمنه
1: بكاء الرحمه والرقه 2-وبكاء الخوف والخشيه
3- وبكاء المحبه وا لشوق 4- بكاء الفرح والسرور
5-بكاءالجذع 6- بكاء الحزن
7- بكاء الضعف 8-بكاء النفاق
9- بكاء مستعار 10- بكاء الموافقه
وليس عن هذا نتكلم ولكن نتكلم عن البكائين من خشيه رب العالمين البكاؤون الذين يحبهم ربهم والذين
امتدحهم إلههم يبكون رحمة وشفقة يبكون حزنا على ما جنت أيديهم فى الايام الماضيه يبكون خوفا على ما
يعلمون عن الايام القادمه يبكون شوقا لرؤيه ربهم يبكون فرحا بوعد نبيهم يبكون سرورا بثوابهم يبكونا لذه
بمناجاة ربهم ، لقد مدح الله رسله بالبكاء فقال جل علاه
(اذا تتلى عليهم ايات الرحمن خروا سجدا وبكيا )
ووصف اوليائه واحبابه من اهل العلم والدين انهم يبكون بل من بكائهم يخرون ويخشعون فقال جل علاه
(ويخرون للأذقان يبكون ويزدهم خشوعا )
اثنى الله على عبادا من عباده من بكائهم فقال سبحانه وتعالى
وَإِذَا سَمِعُوا مَا أُنزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُوا مِنَ الْحَقِّ يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ
من يسمع هذا القران فلا يبكى
فقال (افمن هذا الحديث تعجبون وتضحكون ولا تبكون )
فضيله البكاء
1- البكاء من الذنوب نعمه
2- البكاء عند تزكر الموت والخاتمه ُجنه
3- البكاء عندما تتذكر القدوم على الله والوقوف بين يديه والحساب
والسؤل سعادة البكاء عند فوات الطاعه والوجل من العذاب والرحمة عند المصاب والرقة عند الموعظهm
والخشية عند الذكر لذه لايعلمها الا من جربها
حينما اتكلم عن البكاء والبكائين فانى اتكلم عن اُناس لم تسكب عبراتهم الا من اجل ربهم لم تسكب عبراتهم
من اجل دنيا فاتتهم او مراكز اومناصب حاوزتهم او غيره لا وربى
إنما عن اشرف الدموع نتكلم عن الدموع
التى تدل على يقين صاحبها--- عن الدموع التى تدل على الرهبة والصدق والمعرفة انما نتكلم
عن دموع تتحدث هى للناس وهى افصح من كل كلمه-- اروع من كل عباره-- اجمل من كل قصيده انما نتكلم
عن دموع فيها اسرار وعظات فيها قصصا وروايات دموعا فيها صرخات فيها اهات فيها ندائات لرب
الارض والسماوات دموعا بمعرفه مكنونها تكتب الكتب وتؤلف المؤلفات تروى لها القصص والراويات يا الله
ما اعظمها من دموع يا الله ما احلاها من عبارات
اللهم اجعلنا من البكائين من خشيتك اللهم اجعلنا من البكائين
طمعا فى رضاك ياذا الجلال والاكرام
فى الحديث المتفق على صحته يقول رسول الله صلي الله عليه وسلم
سبعه يظلهم الله فى ظله يوم لا ظل الا ظله ومنهم رجل ذكر الله خاليا ففاضت عيناه
يارب اجعلنا جميعا من هؤلاء يا رب العالمين يا رب اجعلنا ممن اذا خلا بك بكا ووجل وخاف ودعا واناب وتاب
برحمتك يا ذا الجلال والاكرام اللهم امين
ثبت عند الطبرانى بسند صححه الالبانى رحمه الله عليهم
عن انس بن مالك رضى الله عنه قال :قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
عينان لا تريان النار عينا بكت وجلا من خشيه الله وعينا باتت تكلأ فى سبيل الله
اللهم اجعلنا منهم يا ذا الجلال والاكرام والحديث عند ابى يعلى عن انس بسند صحيح
عينان لا تمسهما النار ابدا عينا بكت من خشية الله وعينا باتت تحرس فى سبيل الله
رواه الحاكم وحسنه الالبانى
اعلم يا مسلم اعلمى يا مسلمه يا من تستعجبون من البكائين اذا رأيتموهم يا من تستعجبون من اهل البكاء اذا
سمعتموهم لماذا هم يبكون ؟
يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم
حرم على عينين ان تنالهم النار عينا بكت من خشية الله وعينا باتت تحرس الاسلام واهله من اهل الكفر
رواه الامام احمد والترمذي عن ابى هريره رضى الله عنه
يقول ابى هريره رضى الله عنه
قال رسول الله صلي الله عليه وسلم
لايلج النار رجلا بكى من خشية الله حتى يعود اللبن فى الضرع ولايجتمع غبارا فى سبيل الله ودخان جنهم فى
منخري مسلم ابدا
ياالله: ايها المؤمنون ياالله ما احلى البكاء لرب الارض والسماء ما اجمل الانين ذلة لرب العالمين ما اروع
الانكسار والخضوع لمن يجير ولا يجار عليه ، انزلى انزلى يا دموع
عن كعب الاحبار قال
لان ابكى من خشيه الله احب الي من ان أتصدق بوزنى ذهبا
انهم اقوام عرفوا ما معنى البكاء من خشيه رب الارض والسماء انهم اقوام عشقوا الدموع خشية لرب القلوب
لكى يبكوا خشوعا ا
عن ابا رجاء قال
رايت بن عباس رضى الله عنه واسفل من عينيه مثل الشراك البالى من البكاء
قال قتاده
كان العلاء بن زياد قد بكى حتى غشى بصره وكان اذا اراد ان يقرا او يتكلم جهشه البكاء وكان ابوه يبكى حتى
عمى
تابعون ان شاء الله