رمضان ولى فاسكب العبرات وانع الذي لم يقطف الثمرات
كم كنت أرجو أن يطول زمانه ويدوم فينا الدهر والسنوات
ماذا أقول عن الفؤاد وشوقه وتلهفي للصوم والصلوات
وجماعة العباد في ترويحة عقدت بمسجدنا وعن خلواتي
وعن اعتكاف فيه ألف بيننا من بعد فرقتنا وطول شتات
وعن المصاحف صافحت أرواحنا فصفت بذكر منزل الآيات
وتطهرت أبصارنا وعيوننا إذ عانقته تقلب الصفحات
واشتاقت الآذان ـ تسمع آيه تتلى بترتيل ـ إلى الكلمات
وعن القيام وطوله وتهجد بالليل يحيي القلب بعد موات
وعن المودة تجمع الإخوان بال إخبات والإشراق والبسمات
وعن التراحم بيننا وتسامحٍ والصفح عن غلط وعن هفوات
والكاظمين الغيظ عفوا قصدهم رضوان ربّي أعظم القربات
وعطاء ذي الإملاق والمسكين لا يرجو سوى فيض من الحسنات
وعن الليال العشر فيها ليلةٌ قد فضلت في الذكر بالبركات
الروح فيها والملائك حوله ملأت ربوع الأرض بالرحمات
والله يفرق كل أمر محكم فيها بحكمته كما هو آت
فاسكب عليها الدمع إن فاتت فلم تظفر بها يا لوعة الحسرات
فهي السلام برحمة من ربنا حتى طلوع الفجر والنسمات
فلئن تكن قد فزت فلتحمده أن قواك حتى جئت بالطاعات
ولئن يكن رمضان قد ولى فلا تعص الإله بمنكر الزلات
ولتستقم ما عشت واسمع ولتطع تلق الجزاء ورفعة الدرجات
واعلم بأن الله حي قادر فاستحي واهجر موجب السخطات
واحفظ حدود الله واجتنب الهوى يحفظك حين البأس والأزمات
واعدد ليوم البعث والحشر الذي فيه الحساب وموقف العرصات
هيء جواباً حين يسألك الذي علم الخفا والعمد والغفلات
واعلم بأن النار دار من افترى بئس المصير سحيقة الدركات
فيها العذاب لمن أساء ومن بغى مهما وصفت تقاصرت كلماتي
أما التقي فنعم عبد صالح مأواه في الفردوس خير هبات
فيها الخلود منعما لا ينتهى أبدا وحور العين في الغرفات
فالله أكبر عز جاه إلهنا والجار أحمد منتهى الدرجات
وختامها رؤيا الكريم ووجهه رب العباد منزل النفحات
فاقبل إله العرش منا صومنا وقيامنا واستر أولي العثرات