بقـــــــــــرة بني إسرائيـــــــــــــــل
بعدما عبد بنى إسرائيل العجل وتاب عليهم الله – تعالى –
فمنهم من تخلصت نفسه من الشرك تماما ومنهم من تبقى فى قلبه بعضاً منه
وفى يوم وجد قتيلا فى أحد القرى وكان هذا الرجل له مال ولا وريث له
إلا ابناء اخيه فحرك الطمع احد الابناء فقتل عمه ليأخذ الميراث سريعا ...
فسأل اهل القريه عن قاتل هذا الرجل فأنكروا جميعا فعل ذلك
وبعدها قال لهم نبى الله موسى – عليه السلام – أن الله يأمرهم بذبح بقره
قال الله تعالى : ( وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُوا بَقَرَةً قَالُوا أَتَتَّخِذُنَا هُزُوًا قَالَ أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ )
( البقره 67 )
فعندما سمع بنى إسرائيل بالأمر تخيلوا أن موسى – عليه السلام – يستهزأ بهم
وبذلك فهم جاهلون لأن الانبياء لا يكذبون
فرد بنى إسرائيل بالطلب من سيدنا موسى – عليه السلام – أن يدعو الله أن يبين لهم ماهى
فجاءهم الأمر واضح من الله – سبحانه وتعالى –
فهى بقره متوسطه العمر وليست بكر و لم تلد كثيرا ولم تصيبها الشيخوخه
قال الله تعالى : ( قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا هِيَ قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لَا فَارِضٌ وَلَا بِكْرٌ عَوَانٌ بَيْنَ ذَلِكَ فَافْعَلُوا مَا تُؤْمَرُونَ ) ( البقره 68 )
ولكنهم أستمروا فى التلكؤ فى تنفيذ أمر الله
فطلبوا من موسى – عليه السلام – ان يدعوا الله تعالي يبين لهم لونها
فجاء امر الله تعالي انها بقرة لونها اصفر ناصع تسر من يراها
قال الله تعالي : (قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا لَوْنُهَا قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ صَفْرَاءُ فَاقِعٌ لَوْنُهَا تَسُرُّالنَّاظِرِينَ) (البقرة 69)
ولكنهم أستمروا فى التلكؤ فى تنفيذ أمر الله مرة اخري
فطلبوا من موسي عليه السلام ان يدعوا الله مرة ثالثة ان يبين لهم اي بقرة في الابقار
فجاء امر الله تعالي بالوصف الكامل لها
انها بقرة غير منهكة بالعمل , فيجب ألا تكون من البقر المذلل للركوب أو لحرث الأرض أو الدوران في السواقي
كذلك لونها خال من اختلاط لون اخر به وليس عليها اي وشم
لقد شدد قوم موسي علي أنفسهم فشدد الحق سبحانه عليهم
بعد كل هذه المجادلات اعترفوا انهم عرفوا
الوصف تماما ثم ذبحوا البقرة وبتلكؤ ايضا
قال الله تعالى : (قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا هِيَ إِنَّ الْبَقَرَ تَشَابَهَ عَلَيْنَا وَإِنَّا إِنْ شَاءَ اللَّهُ لَمُهْتَدُونَ قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لَا ذَلُولٌ تُثِيرُ الْأَرْضَ وَلَا تَسْقِي الْحَرْثَ مُسَلَّمَةٌ لَا شِيَةَ فِيهَا قَالُوا الْآَنَ جِئْتَ بِالْحَقِّ فَذَبَحُوهَا وَمَا كَادُوا يَفْعَلُونَ ) (البقرة 70-71)
بسبب تلكؤ بني اسرائيل في ذبح البقرة ,
اختارالله لهم بقرة كانت لرجل صالح وعندما حضرته
الوفاه اطلق البقرة (الصغيرة) في المراعي قائلا :اللهم إني أستودعتك هذه
وكان له ابن صغير وزوجة وهذه البقرة كل ثروتهم
فلما كبر الأبن قالت له امه قل : إني اتوكل علي الله واذهب في البحث عن البقرة
و لقد اشتري بني اسرائيل هذه البقرة بملئ جلدها ذهب
بعد ان ذبحوا البقرة امرهم الله تعالى ان ياخذوا بعض منها ويضربوا بها الميت
وبذلك يحيي الله تعالى الميت ليشد عن قاتله
قال الله تعالى : ( وَإِذْ قَتَلْتُمْ نَفْسًا فَادَّارَأْتُمْ فِيهَا وَاللَّهُ مُخْرِجٌ مَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ فَقُلْنَا اضْرِبُوهُ بِبَعْضِهَا كَذَلِكَ يُحْيِي اللَّهُ الْمَوْتَى وَيُرِيكُمْ آَيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ ) (البقرة 71-72)
بذلك يجب علينا تنفيذ اوامر الله - سبحانه وتعالى -
بدون جدال و ان الله سبحانه وتعالى يكرم
الإنسان الصالح في الدنيا والآخرة
دمتم فى حفظ الله..