مشاهد من التحرير البلطجة اتهام جاهز من الطرفين
على اعتاب التحرير اصوات تبدو أنها
لاحداث قريبة الشبه من الثورة، شارع الشيخ ريحان حيث بدأت جولة مصراوي
صباح الأربعاء، بعد ثلاثاء شهد مساؤه اشتباكات بين متظاهرين وقوات الأمن وبلطجية، كل حسب روايته.كانت
تقف مدرعات الجيش بآخر الشارع الذي يبدأ غربا بميدان التحرير، وينتهي شرقا
بوزارة الداخلية المثيرة للجدل منذ بداية الثورة، دون أن تتدخل في
الاشتباكات التي تنتقل ما بين شارعي محمد محمود والشيخ ريحان بين
المتظاهرين وقوات الأمن.وبينما كان يجلس بعض عساكر الأمن المركزي
على الرصيف قرب وزارتهم يأكلون وجبات خفيفة، مرتدين اقنعة واقية من الغاز
المسيل للدموع الذي أطلق بكثافة منذ أمس وحتى هذه اللحظات، لدرجة جعلت
الرائحة منتشرة في الشارع حتى بعد انتهاء الاشتباك به منذ ساعات، كان يقوم
زملاء لهم بالاشتباك مع المتظاهرين في شارع محمد محمود.في شارع محمد
محمود يقف شباب ومراهقون على سور الجامعة لأمريكية، ملوحون بعشرات الفوارغ
من القنابل المسيلة للدموع، ويهتف آخرون في عمق الشارع بالتقدم نحو
الوزارة، وعدم التراجع، الكثافة التي تطلق بها القنابل، تجعل من الصعب
الصمود في نفس المكان لفترة طويلة.الموتيسكلات التي انتشرت بكثافة
في شارع محمد محمود، تجري بسرعة جنونية من وإلى عمق الشارع، تحمل سائقها
ذاهبة، وتعود بمصاب بالإختناق، أو جرح احدثه رصاص مطاطي، او حجارة، يقول
المتظاهرون أنها لبلطجية تستخدمهم الداخلية في قمع المتظاهرون.يقف
على رأس الشارع رجال في أعمار اكبر يناشدون المتظاهرون بالتراجع إلى
الميدان، وعدم الدخول في صدام مع الداخلية حتى لا يتم وصفهم بالبلطجية،
يثور شاب مصاب "همه لسه هيقولوا علينا بلطجية ! خاص قالوا".وكانت
معظم البيانات الرسمية الصادرة عن معظم القوى الوطنية أو عن الشخصيات
العامة تؤكد على ضرورة تحقيق العدالة والمسارعة بمحاكمة المتورطين في قضايا
قتل المتظاهرين اثناء ثورة 25 يناير، وتحقيق باقي مطاب الثورةن لتقف في
منطقة رمادية حول ما حدث بمسرح البالون وميدان التحرير مساء أمس.وطالبت
بكشف الملابسات حول احداث التحرير بالأمس، حيث اعتبر البعض أن الاحداث
لازالت ملتبسة حتى هذه اللحظة ولم يتم التحقق من وجود مؤامرة مدبرة لهذه
الاحداث، فيما صرح شخصيات وقوى وطنية أخرى كالدكتور ممدوح حمزة بأن ما حدث
هو مؤامرة لإلهاء الناس عن مطالب الثورة الحقيقية والتي على رأسها الدستور
أولا.وفيما توجه بعض الاتهامات للمتظاهرين بميدان التحرير بكونهم
بلطجية او مثيري شغب، توجه ايضا نفس الاتهامات لوزارة الداخلية باستخدامها
العنف المفرط غير المبرر تجاه المتظاهرين، الذين توجهوا أمس من مسرح
البالون حيث بداية الأحداث إلى ميدان التحرير.يقول محمود جمال أن
قوات الأمن قد استخدمت البلطجية أمس منذ الحظة الأولى في التعدي على
المتظاهرين، بل وضعت ساترا لهم يحميهم من رد المتظاهرين بالحجارة، وأن معظم
البلطجية من منطقتي السيدة زينب وعابدين، حيث يقيم بالقرب منهما.ولا
يعتقد جمال وغيره ممن حضروا المشهد منذ بدايته ي التحرير، بأن الاحداث
مدبرة أو أن بها اصابع خفية تثير الوقيعة بين الشرطة والشعب، حسبما جاء
بالبيان الرسمي للمجلس الأعلى للقوات المسلحة تعليقا على الأحداث، أو أنه
مؤامرة تؤدي إلى تراجع التقدم الذي أحرزته الداخلية في إعادة انتشارها في
الشارع المصري الأمر الذي اعتبره رئيس مجلس الوزراء عصام شرف شيئا مؤسفا
ويجب التعامل معه بحسم.على الجانب الاخر يلوح مؤيدوا وصف متظاهري
التحرير بالبلطجية، بأن الاحداث جاءت بعد ساعات من حكم قضائي بحل المجالس
المحلية، الأمر الذي لن تفوته فلول الحزب الوطني للوقيعة بين الجيش والشعب
والشرطة.لكن هل مارس المتظاهرين اعمال عنف وبلطجة، تجاه المواطنون
والمنشئات العامة والخاصة، ظهرت تلفيات رصدها موقع مصراوي بمطاعم ومحلات
متاخمة للميدان، لم يتبين من قام باقتحامها وتحطيم زجاج واجهاتها، كما
التقط مصراوي صورا لموتيسكلات كانت تحمل قنابل مولتوف. يقول شاب قد
اصيب في مناطق متفرقة من جسده ورأسه بسبب طلقات مططاية، وحجارة زعم انها من
بطلجية هاجموا المتظاهرين، أنه نزل صباح اليوم إلى الميدان للتضامن مع
أهالي الشهداء، فهو لم يصدق ما قيل بالإعلام حول وجود بلطجية باميدان.إلا
أنه عاد وأكد على أنه لم يجد أهالي الشهداء، بل شباب من الثورة كانوا من
المعتصمين منذ البداية قبل هذه الاحداث، وهو يعرفهم بشكل شخصي، ولم ينفي أن
هناك ممن يتظاهرون اليوم يسلكون مسلك عنيف، بتحضير قنابل مولتوف إلا أنه
ومعظم المتظاهرين يحاولون إثناءهم عن استخدامها.ويشكوا مصابوا
وأهالي الشهداء تأخر المحاكمات، ويندد ناشطون بتولي رجال أمن شاركوا ي
عمليات قمع لمتظاهيرن وقتلن وتعذيب مناصب كبرى بوزارة الداخلية ومديريات
الأمن، ومناصب كبرى بالدولة كالمحافظات.وبينما تنسحب قوات الأمن
فعليا من ميدان التحرير ظهر اليوم، ينقسم المتظاهرون ما بين الاعتصام في
التحرير، وما بين ملاحقة قوات الأمن حتى مقر وزارة الداخلية بشارع الشيخ
ريحان، إما لتأمين الميدان أو لمحاصرة وزارة الداخلية التي يرى متظاهرون
أنها لم تتغير بعد الثورة ولازالت تمارس اعمال قمعية ضد متظاهرين،
ومواطنين.ويطالب ناشطون، منذ بدء الثورة بإعادة هيكلة الجهاز
الأمني، فيما تم إعادة هيكلة جهاز امن الدولة فقط، بعد سقوطه على أيدي
ناشطون من مختلف التيارات واقتحامه أثر شاهد أكدت حرق وفرم وثائق مهمة، لكن
هذه الخطوة لا ترضي معظم الاطراف، حيث لم تتضح مهام الجهاز الجديد، كما
يعمل به العديد من قيادات الجهاز المنحل المشهود لهم بسجل لا يخلوا من
فساد.ويهتف المتظهرون بالتحرير لتحقيق هذه المطالب، كما نال رئيس
الوزراء الحالي نصيبه من الهتافات "أنزل لينا يا عصام.. أنت جاي من
الميدان"، هكذا ردد الآلاف المتواجدون بميدان التحرير، مطالبين الدكتور
عصام شرف، رئيس الوزراء، بمساندتهم ضد أعمال العنف التي يتعرضون لها في
مشهد يبدو وكأن نظام الرئيس السابق يستنهض من جديد، على حد وصف إحدى
المتظاهرات، بعد أن اعتبر الجميع أن النظام البائد صار رفات.
كما ردد المتظاهرون هتافات تدين أداء المجلس العسكري، الذي وصفه أحد
المتظاهرين المُصاب في رأسه المغطاة بالشاش الأبيض، بأنه "أداء متراخي
بطيء"، وأبدوا تخوفهم من استمرار القوات المسلحة في موقعها بإدارة البلاد،
مرددين: "مدنية مدنية، مش عايزنها عسكرية".
وشاهد "مصراوي" المتظاهرين وهم يسعون لتنظيم أنفسهم، وعمليات توزيع زجاجات
المياه، وتجهيز الاسعافات للمواطنين، وعلى جهة الميدان من ناحية المتحف
المصري تواجدت أكثر من ستة عربات إسعاف يتبعون وزارة الصحة.أما عن
المطالب التي دفعت المتظاهرين إلى المجيء إلى التحرير يقول شاب عشريني:
"أنا جيت هنا علشان أقف مع أهالي الشهداء، وأطالب بسرعة محاكمة قاتلي الشعب
المصري"، متابعاً بنبرة غاضبة: "فجأة لقينا بلطجية بيهاجمونا ويمكسون في
أيديهم حجارة وعصا، وما فيش شرطة بتحمينا"، وأردف: "بدل ما تستخدم الداخلية
القنابل المسيلة للدموع ضدنا، تهتم بمواجهة البلطجة وتحمينا كمتظاهرين
سلميين ولا تعيد لنا ذكريات النظام السابق".اقرأ ايضا:تحقيقات موسعة حول احداث التحرير