أنت لا ترى العسل عسلاً
نظراً للانفتاح اليومي الذي لا
نهاية له فقد تولد لدى غالب شباب العصر
فتيان وفتيات وحتى الشيوخ داء
عضال هو ( أقنعني ) نعم ( أقنعني )
تقول له: قال الله تعالى وقال
رسوله صلى الله عليه وسلم وثبت الدليل بتحريم كذا ...
تقول له: التدخين حرام هو يقول ( أقنعني ) تقول له الغناء حرام
وهو يقول: ( أقنعني ) تقول له: الصلاة وهو يردد ( أقنعني )
تقول لها الحجاب وهي تقول: ( أقنعني ) فصارت القناعة غالبا يُرد بها
الحق
الواضح الأبلج ويستدل بها على
الباطل الزاهق حتى مع أنه مخالف صريح للفطرة ......
أخي الكريم أختي الكريمة كيف
أقنعك وأنت أساسا في نفسك مقتنع تماما
بخطأ ما أنت عليه وبما أن ما
تزاوله معصية لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم
أو أنك تكابر لتقنع نفسك وتبرر
لغيرك صواب ما أنت عليه من خطأ وإباحة
ما أنت عليه من معصية إما لغفلة
وتزول إن أنت أدركتها وتركت هذا
التبرير الذي تضع نفسك فيه وهذا
كله من جراء ما عرَّضت نفسك له
من الفتن فتمكنت من قلبك فعَنْ
حُذَيْفَةَ رضي الله عنه
أخي الكريم أختي الكريمة فإن
نقيت قلبك ونفسك من تلك المعصية
كان قلبك أَبْيَضَ مِثْلِ
الصَّفَا فَلَا تَضُرُّهُ فِتْنَةٌ مَا دَامَتْ السَّمَاوَاتُ
وَالْأَرْضُ وإن لم تنقه صار
الذنب والعصيان مرض متأصل فيك
وصار قلبك أَسْوَدُ مُرْبَادًّا
كَالْكُوزِ مُجَخِّيًا لَا يَعْرِفُ مَعْرُوفًا وَلَا يُنْكِرُ مُنْكَرًا
إِلَّا مَا أُشْرِبَ مِنْ
هَوَاهُ ...
وهذا حال كثير ممن يقول أقنعني ...!
لا أصلي حتى تقنعني !
لا أترك الدخان حتى تقنعني !
لا ألبس الحجاب حتى تقنعني !
لا أترك سماع الأغاني حتى تقنعني
!
أنت مريض فكيف أقنعك ؟
تَبَدل المعروف والمنكر لديك
فكيف أقنعك ؟
وتبدلت القيم عندك وران على قلبك
ما كسبته وما أشربته وما زينه
لك شياطين الإنس والجن فكيف
أقنعك؟
أنت مريض ترى الماء الزلال مرا
علقما وقديماً قال المتنبي :
ومن يك ذا فم مر مريض ... يجد
مرا به الماء الزلالا
أنت مريض ترى الحامض حلوا ترى
الملح سكرا .....
أنت لا ترى العسل عسلا فكيف
أقنعك؟