بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حي بن يقظان - لأبن الطفيل
حي بن يقظان
هنا
من هو ابن طفيل
هو محمد بن عبد الملك بن محمد
بن طفيل القيسي الأندلسي, أبو بكر. ولد بمدينة (وادي آش) قرب غرناطة . درس الفلسفة
والطب في غرناطة . أعظم فلاسفة الأندلس ورياضيها وأطبائها.
تولى منصب الوزارة ومنصب
الطبيب الخاص للسلطان أبي يعقوب يوسف أمير الموحدين, وكانت له حظوة عظيمة عنده.
كان معاصرا لابن رشد وصديقا له.
لم يصل إلينا من كتبه سوى قصة (حي
بن يقظان) أو (أسرار الحكمة الإشراقية) وقد ترجم إلى عدة لغات أجنبية.
ملخص القصة
وهي قصة تشتمل على فلسفة ابن
طفيل وقد ضمنها آراءه ونظرياته, وتدور القصة حول (حي بن يقظان) الذي نشأ في جزيرة
من جزر الهند تحت خط الاستواء, منعزلا عن الناس, في حضن ظبية قامت على تربيته
وتأمين الغذاء له من لبنها وما زال معها, وقد تدرج في المشي وأخذ يحكي أصوات الظباء
ويقلد أصوات الطيور ويهتدي إلى مثل أفعال الحيوانات بتقليد غرائزها, ويقايس بينها
وبينه حتى كبر وترعرع واستطاع بالملاحظة والفكر والتأمل أن يحصل على غرائزه
الإنسانية وأن يكشف مذهبا فلسفيا يوضح به سائر حقائق الطبيعة.
والأساس الفلسفي لهذه القصة هو
الطريق الذي كان عليه فلاسفة المسلمين الذين نهجوا على مذهب الأفلاطونية الحديثة
وقد صور ابن طفيل الإنسان, الذي هو رمز العقل, في صورة حي بن يقظان و (يقظان) هو
الله تعالى, وقد رمى ابن طفيل من ورائها إلى بيان الاتفاق بين الدين والفلسفة وهو
موضوع شغل أذهان فلاسفة الإسلام.
كانت له آراء مبتكرة في علم
الفلك. وقد ذكر البطروجي (ت: 581ه) أنه أخذ عن ابن طفيل قوله في الدوائر الداخلية
في حركات الأفلاك.
توفي ابن طفيل في مراكش عن 87
عاما.
كان شاعرا ومن شعره الأرجوزة
في الأمراض وعلاجها والقصيدة التي يحرض بها المسلمين على الجهاد في الحملة التي
أعدها أبو يعقوب يوسف بن عبد المؤمن أمير الموحدين لنجدة المسلمين في الأندلس
وفيها يقول:
أقيموا صدور الخيل نحو المغارب
لغزو الأعادي واقتناء الرغائب
وأذكوا المذاكي العاديات على
العدا
فقد عرضت للحرب جرد السلاهب
فلا تقتنى الآمال إلا من القنا
ولا تكتب العليا بغير الكتائب
ومنها:
ألا فابعثوها همة عربية
تحف بأطراف القنا والقواضب
وقوموا لنصر الدين قومة ثائر
وفيئوا إلى التحقيق فيئة راغب
دعوناكم نبغي خلاص جميعكم
دعاء بريئا من جميع الشوائب
بكم نصر الإسلام بدءا, فنصره
عليكم
وهذا عوده جد واجب
فقوموا بما قامت أوائلكم به
ولا تغفلوا إحياء تلك المواهب
**********
وله في الغزل الصوفي قوله:
ألمت وقد نام المشيح وهوما
وأسرت إلى وادي العقيق من
الحمى
وجرت على ترب المحصب ذيلها
فما زال ذاك الترب نهبا مقسما
ولما رأت أن لا ظلام يجنها
وأن سراها فيه لن يتكتما
نضت عذبات الريط عن حر وجهها
فأبدت محيا يدهش المتوسما
فكان تجليها حجاب جمالها
كشمس الضحى يعضى بها الطرف
كلما
ولما التقينا بعد طول تهاجر
وقد كاد حبل الود أن يتصرما
جلت عن ثناياها وأومض بارق
فلم أدر من شق الدجنة منهما
وقالت وقد رق الحديث وأبصرت
قرائن أحوال أذعن المكتما
نشدتك لا يذهب بك الشوق مذهبا
يهون صعبا أو يرخص مأثما
فأمسكت لا مستغنيا عن نوالها
ولكن رأيت الصبر أوفى وأكتما