قمة الثماني: الإصلاحات ستسمح لسوريا بأداء دور إيجابي في المنطقة
انضمّ الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي اليوم إلى الرئيس الأميركي باراك
أوباما في مطالبة الرئيس السوري بشار الأسد بقيادة عملية تحوّل ديموقراطي
لبلاده أو التنحّي. وقال ساركوزي في مؤتمر صحافي في ختام قمة مجموعة
الثماني في دوفيل «هل يمكن أن أقول ذلك؟ نعم. وأوباما أصاب بقولها».
وكان الرئيس الأميركي قد أكد في 19 أيار/ مايو أن «الرئيس الأسد الآن أمام خيارين: قيادة مرحلة انتقالية أو التنحّي».
وهي المرة الأولى التي تتحدث فيها فرنسا بهذا الوضوح عن رحيل الأسد عن
السلطة، حيث كانت السلطات الفرنسية تكتفي حتى الآن بالمطالبة بوقف القمع في
سوريا وإجراء إصلاحات واحترام تطلعات الشعب السوري.
وأوضح ساركوزي أن «لفرنسا بعض الصدقية» في طرح الخيار المعروض الآن على
الرئيس السوري. وقال «لقد فعلنا كل شيء لإعادة سوريا إلى منظومة الأمم
الدولية، كل شيء. لقد تباحثنا مع (السوريين) وحاولنا مساعدتهم وتفهّمهم».
وأضاف الرئيس الفرنسي «أشعر بالأسف لأن أقول إن القادة السوريين يقومون
بخطوة مدهشة إلى الوراء. وفرنسا في هذه الظروف تسحب ثقتها وتندّد بما يجب
التنديد به». وخلص إلى أن «الرئيس بشار الأسد يعلم تماماً أن فرنسا لم تفعل
ذلك إلا بعد هذا التراجع الديموقراطي الذي لا يمكن قبوله».
وكان زعماء مجموعة الثماني أعلنوا أنهم «رُوّعوا من قتل السلطات السورية
للمتظاهرين المسالمين» وطالبوا بوقف فوري لاستخدام القوة في سوريا، في وقت
ذكر فيه المرصد السوري لحقوق الانسان أن 3 متظاهرين على الأقل قتلوا قبيل
فجر الجمعة في داعل في ريف درعا.
وقال زعماء مجموعة الثماني في مسودة بيانهم الختامي «روعنا لمقتل الكثير من
المحتجين السلميين نتيجة الاستخدام الواسع النطاق للعنف في سوريا، إلى
جانب الانتهاكات المتكررة والجسيمة لحقوق الإنسان»، داعين القيادة السورية
إلى «الوقف الفوري لاستخدام القوة والترويع ضد الشعب السوري والاستجابة
لمطالبه المشروعة في حرية التعبير وحقوقه وتطلعاته العالمية». كما دعوا إلى
«إطلاق سراح كل السجناء السياسيين في سوريا». وحذر المجتمعون من أنه «إذا
لم تلبّ السلطات السورية هذه الدعوة، فإننا سنفكر في اتخاذ المزيد من
الإجراءات»، معربين عن اعتقادهم بأن «تنفيذ إصلاحات ذات معنى هو وحده الذي
سيمكن سوريا الديموقراطية من أداء دور إيجابي في المنطقة».
في غضون ذلك، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان لوكالة «فرانس برس» بأن
«رجال الأمن أطلقوا النار على متظاهرين في قرية داعل قبيل فجر الجمعة
لتفريقهم»، بعدما اعتلوا أسطح الأبنية لإعلاء صوت التكبير.
وأشار المرصد الى أن «أصوات التكبير علت عند منتصف ليل الخميس الجمعة في
بانياس الساحلية (غرب) وحمص (وسط) وحماه (وسط) ودوما (ريف دمشق) واللاذقية
الساحلية (غرب) ومدن سورية أخرى» عشية النداء الى المشاركة في التظاهرات في
يوم «جمعة حماة الديار».
من جهةٍ ثانية، قال الناطق الرسمي باسم إعلان دمشق المعارض، نواف البشير،
إن عدة دول عربية، وبخاصة الخليجية منها، رفضت احتضان المؤتمر الذي دعت
إليه المعارضة السورية، فيما عبّرت تركيا عن استعدادها الكامل لاحتضانه.
وأوضح البشير في تصريح لصحيفة «الشروق اليومي» الجزائرية، أن المؤتمر حدد
تاريخ انعقاده الأحد المقبل، وستحضره العشرات من الشخصيات السورية
المعارضة، بينهم سياسيون وحقوقيون ورجال علم وثقافة وأدب، موضحاً أن
المؤتمر سيدوم ثلاثة أيام بمدينة أنطاليا التركية وسط حضور إعلامي ضخم.
وعن أهداف المؤتمر والنتائج المنتظرة منه، قال البشير «إن أهم هدف منتظر
منه هو الرد على الرئيس السوري بشار الأسد عندما نفى وجود معارضة سورية،
إضافةً إلى تقديم بعض الحقائق عن الثورة السورية، وإحصائيات وشهادات لوسائل
الإعلام الدولية، وكذلك بعث رسالة إلى العالم مفادها أن المعارضة لها
برامج سياسية واقتصادية، وهي موجودة وهناك بديل قوي للنظام يستجيب لمتطلبات
الشعب السوري».
ورأى البشير أن تركيا «تحوز ثقة المعارضة السورية لأنها بلد منفتح ولها
خصوصية تاريخية وقريبة من سوريا»، إضافة إلى موقف رئيس وزراء تركيا، رجب
طيب أردوغان، أخيراً، الذي قال «إن تركيا مع إرادة الشعب السوري»، وأدان
الجرائم التي ترتكب بحق السوريين.