بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فى بيت مزهو بالسيادة ولأب له فى قريش ولد((خالد بن سعيد بن العاص)) وإن
شئم مزيدا من نسبه فقولوا ابن أميه بن عبد مناف ......ويوم بدأت خيوط
النور تسرى فى أنحاء مكة على اسحتياء هامسة بأن ((محمدا الامين)) يتحدث عن
وحى كان قلب خالد يلقى
سمعه وهو شهيد وطارت نفسه فرحا وأخذت خيوط النور فى سيرها ومسراها كلما
سمعا ملأ من قومه يتحدثون عن الدين الجديد أصغى إليهم كان الذى يراه حينئذ
يبصر شابا ذكى الصمت بينما هو فى داخله مهرجان حافل بالحركة والفرح وكان
يطوى على هذا
الفرح فإن أباه لو علم أنه يحمل كل هذه الحفاوة بالدعوة لأزهق روحه قربانا لالهة عبد مناف .
وذات يوم رأى خالد فى منامه أنه واقفا على شفير
نار عظيم وأبوه من ورائه يدفعه نحوها بكلتا يديه ثم رأى رسول الله يقبل
عليه ويجذبه بيمنه المباركة من إزاره بعيدا عن النار واللهب فلما فاق من
نومه قرر الذهاب إلى أبى بكر فقال له الخير أريد لك وهذا الرسول فاتبعه فإن
الإسلام حاجزك عن النار
فبحث عن رسول الله ليسأله عن دعوته فيجيبه عليه السلام ((تؤمن
بالله.......فقال أشهد أن لا إله إلا الله و أن محمدا رسول الله ) ويبلغ
النبأ أباه يوم إسلامه ,ولم يكن سبقه إلى الإسلام سوى أربعة أو خمسة فهو من
المبكرين إلى الإسلام
وهكذا دعا إليه خالدا وقال: ( أصحيح أنك اتبعت محمدا وانت تسمعه يعيب ألهتنا )
قال خالد (إنه والله لصادق ولقد آمنت به واتبعته) هنالك انهال عليه ابوه
ضربا ثم زج به فى غرفة مظلمة من داره حيث صار حبيسها ثم راح يضنيه ويرهقه
جوعا وظمأ وخالد يقول من وراء الباب (والله انه لصادق )فبدا لسعيد أن م
ا
أنزل به من ضر بابنه لا يكفى فخرج به
إلى رمضاء مكة حيث دسه بين حجارتها الثقيلة الفادحة الملتهبة ثلاثة أيام لا يوارى فيها ظل
ولا تبل شفتيه قطرة ماء
فيئس من ردته فقال له (واللت لامنعنك القوت)
قال له (الله خير الرازقين ) فغادر الدار التى تعج بالرغد إلى الخصاصة والحرمان فراح (خالد )
يقهر العذاب بالتضحية والحرمان بالإيمان
هاجر إلى الحبشة الهجرة الثانية ومكث بها ما شاء الله أن يمكث ثم رجع مع
إخوانه فى السنة السابعة فوجد المسلمون قد فرغوا لتوهم من غزوة خيبر ويقيم
خالد فى المدينة بين السابقين إلى الاسلام فكان النبى لا يغزو غزوة إل
ا
وخالد من السابقين .
قبل وفاة النبى ولاه على اليمن ولم علم بخلافة أبى بكر فرجع إلى المدينة
وكان يعرف لابى بكر فضله الذى لايطاول بيد أنه كان يرى أن أحق الناس
بالخلافة واحد من بنى هاشم ووقف إلى جانب اقتناعه فلم يبايع أبا بكر وظل
أبو بكر على حبه له لا يكرهه على المبيايعة
ثم تغير موقفه فشق الصفوف يوما وأبو بكر واقفا على المنبر فبايعه بيعة صادقة
ويسير أبو بكر فى جيوشه إلى الشام ويعقد لخالد لواء ليصير أحد أمراء الجيوش
ولكن يحدث قبل تحرك الجيش أن يعارض عمر ولاية خالد فبلغ النبأخالد فقال
: (والله ما سرتنا ولايتكم ولا ساءنا عزلكم )
فذهب إليه الصديق معتذرا إليه ومفسرا له عن موقفه وسأله مع من القوات يريد أن يكون فاختار
شرحبيل
فدعا الصديق شرحبيل إليه وقال له أعلم بأن رسول الله توفى وهو له وال وكنت
قد قد وليته ثم رأيت غير ذللك وعسى أن يكون خيرا له فى دينه وقد خيرته فى
أمراء الأجناد فاختارك على ابن عمه (عمرو بن العاص)
وفى موقعة مرج الصفر حيث دارت بين المسلمين والروم كان خالد فى مقدمة الذين
وقع أجرهم على الله كان والله شهيدا جليلا قطع مسيرة حياته منذ شبابه فى
مسيرة صادقة مؤمنة شجاعة
اللهم ارض عن خالد بن سعيد واجعلنا من المقتدين به