سقوط مروحية من دون طيار لـ«الناتو»
انتقادات وشكوك في دور الحلف في ليبيا
مقاتلون من الثوار الليبيين يتجهون نحو جبهة القتال في مصراتة أمس (رويترز) | |
| |
|
مقاتلون
من الثوار الليبيين يتجهون نحو جبهة القتال في مصراتة أمس (رويترز)أكد حلف
شمال الأطلسي أمس، أنه فقد مروحية أميركية من دون طيار أثناء تحليقها فوق
ليبيا، لكنه نفى تقريرا للتلفزيون الحكومي الليبي ذكر أنها طائرة «أباتشي»،
وقال الحلف إن الطائرة التي تعدّ أول خسائره المادية منذ قيادته العمليات
ضد ليبيا، كانت في مهمة استطلاع.
في هذه الأثناء، وفيما يواجه الحلف
انتقادات بعد مقتل 24 مدنيا بينهم عائلة فلسطينية، خلال 48 ساعة بنيران
غاراته، أثار قائد عسكري بريطاني مشكلة نقص في القدرات العسكرية لمواصلة
الغارات على ليبيا، ما دفع برئيس وزرائه ديفيد كاميرون إلى التأكيد على
استعداد بريطانيا لمواصلة العملية مهما تطلب ذلك. أما في فرنسا فتخضع
مواصلة العمليات لتصويت برلماني في 12 تموز المقبل، بينما حذّر البيت
الأبيض الكونغرس الأميركي من توجيه «رسالة خاطئة» عبر فرض التصويت على
تمويل العمليات في ليبيا. من جهتها، استقبلت الصين وفدا من المجلس
الانتقالي الليبي، وشدّدت على ضرورة انهاء الصراع في ليبيا.
وأكد
المتحدث العسكري باسم الـ«ناتو» مايك براكين أن مروحية أميركية من دون طيار
فقدت خلال تحليقها فوق ليبيا في مهمة استطلاع. وأضاف «نحن نحقق لمعرفة
أسباب الحادث»، فيما ذكر مسؤول آخر في الحلف أن الطائرة سقطت قرب مدينة
الزنتان وقال «لا دلائل على أن الطائرة كانت تتعرض لهجوم عندما فقدنا
الاتصال بها». ونفى براكين تقريرا للتلفزيون الحكومي الليبي قال إن مروحية
من طراز «أباتشي» تابعة للحلف سقطت فوق ليبيا. وقال «يؤكد الحلف أنه لم
يفقد أي طائرات هجومية».
وقال مسؤولو حلف شمال الاطلسي إن الطائرة من
طراز «م.كيو ـ 8 فاير سكاوت» من دون طيار من صنع شركة «نورثروب غرومان»
الاميركية. ويقول الحلف انه لم يفقد اي طائرة اخرى خلال مهمته. وتحطمت في
آذار الماضي مقاتلة اميركية من طراز «اف ـ 15 إي» كانت تشارك في الضربات
الجوية للائتلاف الغربي قبل تولي حلف الأطلسي قيادة المهمة. وتمكن طاقم
الطائرة من القفز منها بأمان وأنحت الولايات المتحدة باللائمة في الحادث
على خلل فني.
واتهمت الحكومة الليبية الـ«ناتو» باستهداف المدنيين
وبأنه تسبب حتى الآن في مقتل 700 منهم. وقال مسؤول حكومي إن قوات الأمن
الليبية تمكنت من التنصت على اتصال هاتفي قال فيه مسؤولون من الحلف إنهم
يخططون لاستهداف منازل أبناء معمر القذافي. كما أعلنت وزارة الشؤون
الخارجية الفلسطينية مقتل أسرة فلسطينية من 4 أشخاص في قصف للحلف على أهداف
في طرابلس. وذكرت الوزارة أنه «تم إبلاغ الصليب الأحمر الدولي بذلك علما
بأن هذه الأسرة كانت تسكن قبل ذلك في مخيم اليرموك بدمشق».
لكن التشكيك
في عمليات الحلف اتى أيضا من داخل مؤسسات دوله العسكرية، وقال قائد
العمليات القتالية في سلاح الجو البريطاني الجنرال سايمون براينت إن
المشاركة البريطانية في افغانستان وليبيا تشكل «ضغطا هائلا» على موارد سلاح
الجو، مؤكدا انه «اذا استمرت العملية (في ليبيا) الى ما بعد المهل المقررة
فإ؟ن قدرات سلاح الجو في المستقبل ستتراجع على الارجح». وتحدث الجنرال
براينت في مذكرته ايضا عن «غياب للقيادة الاستراتيجية يخفض الثقة بالقيادة
العليا».
ودفع ذلك برئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون إلى الرد
قائلا «أنا على ثقة تامة بأنه بإمكاننا الصمود أمام هذا الضغط ومواصلة هذه
المهمة مهما طال الأمد.» وأضاف «الوقت في صالحنا وليس في صالح (العقيد
الليبي معمر) القذافي».
وفي فرنسا، اعلن رئيس مجلس النواب برنارد
أكواييه أن المجلس سيصوت في 12 تموز المقبل على مسألة تمديد التدخل العسكري
في ليبيا بعد فترة الأشهر الأربعة كما ينص الدستور.
اما في الولايات
المتحدة، فقال المتحدث باسم البيت الأبيض جاب كارني إنه «في وقت يتعرض فيه
العقيد القذافي لضغوط قوية ويتحمل حلفاؤنا قسما كبيرا من الجهود
(العسكرية)، فان مثل هذا التصويت حول التمويل من شأنه ان يوجه رسالة خاطئة
الى القذافي والى اصدقائنا في العالم اجمع». واضاف ان «الدور المركزي لمثل
هذه المهمة هو حماية المدنيين وهي مهمة يدعمها الكونغرس. ويجب علينا ان
نواصل» هذه المهمة، وذلك على خلفية تهديدات من نواب أميركيين بالتصويت ضد
تمويل المهمة لكون الرئيس باراك اوباما لم يطلب موافقة الكونغرس على القيام
بالعملية. وقالت المتحدثة باسم الحلف الأطلسي اوانا لونغسكو «أستطيع أن
أقول اننا ممتنون للمساهمة الاميركية في العملية، وهي مساهمة خاصة وأساسية
لنجاح المهمة».
من جهتها، استقبلت الصين المسؤول عن الشؤون الخارجية في
المجلس الوطني لانتقالي المعارض محمود جبريل، في زيارة تستغرق يومين.
وأعلنت وزارة الخارجية الصينية ان «الازمة الليبية مستمرة منذ اربعة اشهر
يعاني خلالها المدنيون من فوضى عارمة ناجمة عن الحرب وتدمير البنى
التحتية»، مؤكدة أن «الوضع لا يمكن أن يستمر
».